ليلى طارق الناصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام لنا ولكم من الله نعمة علينا….والعفو من أجلَ النًعم
اليوم سأحدثكم عن أخي الأكبر زياد لقد كان صديق لي وهو كل ما تبقى من أهلي ولقد توفي قبل 3 سنوات ونصف على أثر تفجير سيارته بشكل متعمد بعد أن تلقى تهديدات لمدة أشهر متواصلة لأنني كنت صديقته المقربة جدا كنت على علم بما يتعرض له من تهديد وكان المطلوب منه مغادرة بيته لأنه شيعي المذهب وهو في منطقة سنية ! رغم أن أخي متزوج من آلوسية سنية ويصلي الجمعة خلف أمام سني في مسجد المنطقة معهم
لقد توفي قبل عرس ابنته بيوم …التفجير ساعة 2 الظهر تقريبا وحفلة الحنة كانت ساعة 6 مساءا …طبعا الصدمة كانت شديدة وغير متوقعة أكيد ما كان راح يقتلوه في هكذا يوم وهم يعرفون إن لديه زفاف لأبنته التي زوجها لأحد أبناء نفس المنطقة وهو من عشيرة سنية !!!! كان يعتقد أنهم غير جادين وأنهم سيراعون صلة الرحم والنسب الذي بيننا وكذلك المصاهرة الجديدة أكيد ستشفع له عندهم
الحمد الله على قضائه وقدره توفي زياد وهو يحسن الظن بقاتليه ويعتقد بأن الحب قادر على ردع الكراهية الغير مبررة ….لأنه كان ينشد السلام ولأنه كان دوما محبا للحب وللمحبين ….تمكنت بعد مرور هذه السنوات من المسامحة نعم المسامحة
أنا مسامحة …وأنا أعفو عنهم …مو لأن دمك مو غالي ولا لأنك مارحت ظلم ولا لأن غيابك ما حرق قلوبنا
أني مسامحة لأن أبناءك وأبنائي يستحقون حياة بلا كراهية …أني مسامحة لأن دمك غالي و لأن يلي نفذوا فيك القتل ليس هم فقط ؛ إنما هناك أُناسٍ خلفهم تستفيد من استمرار بحر الدم وهم ذاتهم من سيقتلونهم فيما بعد وعلى يد آخرين أيضا مغرر بهم ومغيبين عن العقل والتفكير أن غسيل الدماغ أمر رهيب لا يُستهان به لكن عدوي وعدوك وعدوهم وعدو الجميع هو ذاته لا يتغير إنما تتغير الأدوات فقط لهذا أني مسامحتهم مسامحة الأدوات لأن سيأتيهم يوم يعرفون أنهم كانوا أيضا ضحية وسيخلفون خلفهم قلوب مفجعة وأيتام وأرامل
انا إمسامحة وحق الله ورسوله … أني إمسامحة لأن ما أريد الدم يزيد
أني إمسامحة لأن دمك غالي وشيفيدني لو جابوا رأس يزيد؟
وشمدريهم هو هذا يزيد ؟ مو يجوز يطلع عبيد؟
الله يرحمه برحمته الواسعه ..ويغفر للكل…
المحبه الخالصه هي المفتاح لكل شي
وان شالله يتعلم العراقي الحب الخالص ويصير رحمه بقلوبهم
كأنكِ في قلبي يا ليلى، رحم الله اخاكِ واسأل الله ان يبرد قلوبكم ويصبركم على فراقه. صحيح الحقد والكراهية لن تحصد الا من مثيلاتها، ولكن هذا الخلق الرفيع الذي تتحلين به وهو مقابلة الاساءة بالإحسان سيأتي بثماره الإيجابية عليك وعلى نفسيتكِ أولاً وعلى المجتمع حولكِ ثانياً. بارك الله فيك وكثر من امثالكِ.
التنبيهات:أنا والرسول - عراق أنا… افتح لي قلبك