القائمة إغلاق

من راقب الناس مات هما

من راقب الناس مات هما

بقلم نضال درويش.

قبل سنين عدة وعندما كنا طلبة في الجامعة كان لدينا أمتحان في إحدى المواد كتبت المعيدة على اللوح ( من غشنا ليس منا) فأجاب الطلاب ( من راقب الناس مات هما) فضحك الجميع وبدأنا الامتحان.

برغم من ان الجميع يعرف معنى (من راقب الناس مات هما) إلا إننا نقضي معظم اليوم نتحدث فيما قاله الأخرون وماذا فعلوا وماذا سيفعلون؟! ليس فقط نراقب وإنما ننسى أنفسنا خلال ذلك ونحن نتابع حياتهم بدلا من أن نتابع حياتنا ونخطط لنجاحنا و تقييم ما نفعله في حياتنا، لذلك نجد أنفسنا نهاية اليوم متعبين و مرهقين دون ان نحصل على شيء فنحن نضيع وقتنا وطاقتنا بأمور ليست من شأننا وغير مهمة بالنسبة لنا وبالتالي لا نحصل على نتيجة مفيدة.

النجاح بالحياة لا يأتي مصادفة ولكنه نتيجة تخطيط وجهد فأن أردت أن تتنبأ بمستقبلك فقم ببناءه الآن وكل نجاح عظيم بدأت شرارته الأولى بقرار {د. إبراهيم الفقي}

لنجيب على هذه الأسئلة :

  • هل سبق لك التخطيط لحياتك المستقبلية؟
  • هل كنت تضع أفكار لتحسين حياتك وكيف تنفذها؟
  • هل سبق لك أن حددت أهدافك بالشهر والسنة؟!

ربما تبدو أسئلة بسيط وعادية الأ انها مهمة والأجابة عليها يحدد مدى تركيزنا على امورنا الشخصية وما نريد تحقيقه في حياتنا.

مثلا تخطط لرحلة ما في أيام العطل فسوف تحدد المكان الذي تريد الذهاب إليه وتحدد الطريق التي ستسلكه وتحضر الطعام والشراب وتأخذ الاحتياطات المناسبة لما قد تواجهه من عوائق بان تكون ( أتممت صيانة سيارتك الخاصة وكذلك العجلة الاحتياطية بوضع جيد ملئت خزان سيارتك بالبنزين) هذا بالنسبة الى رحلة ستقوم بها لمدة يوم أو ساعات محددة.

لقد أعددت كل ما سبق من اجل سفرة ترفيهية لنهاية عطلة الاسبوع فهل وضعت خطة لبقية حياتك؟

فإن لم تكن قد وضعت خطة الى الآن فقد آن الآوان كي تضعها اليوم، فأذا كنت قد اضعت الماضي فعليك اللحاق بمستقبلك فأنت اليوم هنا نتيجة أفكارك وما عملت انت في الماضي فالتضع حجر أساس المستقبل للتصمم حياة جميلة فأنت تستحق النجاح

حدد ما تريد في الحياة اليوم وليس مافكرت فيه من خمس أو عشرة أو حتى عشرين سنه مضت.

فعليك وضع خطة كما يلي :

  • عليك أن تحدد ما تريد بالضبط.
  • يجب أن تكون لديك رؤية مستقبلية واضحة لما تريد.
  • ضع فيها أحساسك ومشاعرك وكيف ستكون سعيد عند حصولك على ما تريد.
  • عليك البدأ بالعمل على تحقيق ما ذكر أعلاه.

إن وجدت نفسك قد خططت مسبقا وأتبعت هذه الخطوات ولم تنجح في الوصول الى اهدافك فهذا مؤشر على ان هناك ممانعة داخلية لديك تقف عائقا بينك و بين تحقيق ما خططت من اجله وهنا ستكون بحاجة الى التأمل جيدا والتقييم حتى تجد ما هي هذه الممانعة فمثلا لا حصرا قد يكون ما تريد هو تحقيق الثروة المادية والغنى لكنك تخطط وتفشل ثم تعود لتخطط ولا تحقق النتيجة المطلوبة هنا قد يكون الممانعة نتيجة لأفكار تربيت عليها مثل ( الفقير بالقافل أمير) أو مخاوف مزروعة منذ الصغر حول قصص لأغنياء خطفوا وأو ضاعت أموالهم فجأة وتسبب ذلك بتدهور حياتهم أو ربما لبعض المعتقدات السائدة حول ( الفقراء أحباب الله _ الفقراء لهم الجنة)

وبالتأكيد ذلك ليس بصحيح فمن قال ان الأغنياء لا يدخلون الجنة؟!!

إذا كان الغني يراعي حق الله والعباد في امواله فهو احب الى الله من العبد الفقير.

لهذا نحن كما ذكرت سابقا هنا الآن نتيجة لما فكرنا فيه سابقا نحن نتيجة لأفعالنا وأفكارنا السابقة. غير أفكارك وخطط من جديد ستتغير النتيجة والمستقبل.

ليس من المنطقي ان أتعامل بنفس الطريقة وبذات الأسلوب واتوقع الحصول على نتائج مختلفة.وبذلك نستطيع تغيير حياتنا نحو الأفضل ولا نضيع مزيدا من الوقت على انفسنا ولا نبدد جهدنا بالتركيز على مايفعله الآخرين وحياتهم.

نضال درويش العيسى

3 Comments

  1. Zina

    حلو حلو حلو حلو نضال موضوع يمس حياتنا اليومية واسلوب سعل وقريب للقلب عاشت الايادي قلبي

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: