بِقلم نزار مكطوف…
الرَجُل العَجوز يَعبِر الشارع بِبُطءٍ شديد.
ابو محمد وزوجَتهِ في السيارة وهما مستعجلين:
– اطلق صوت المنبه يابومحمد خليه يستعجل.
– ﻻ يا أم محمد خليه يعبر على راحته رجل كبير وضعيف القوى …
…….
نَفَذَ الوقود من سيارة أبو محمد فترجل وأمسك صفيحة الوقود الفارغة وماهي الا لحظات حتى وقفت بجانبه سيارة نزل منها سائقها قائلاً : ها أخي خلصت بنزين ؟ وﻻ يهمك تعال أِسحب من سيارتي …
………
أبو سامي ينزل من باص الدائرة فيهتف الصبيان في الشارع أِجا أبو سامي وَيَتَحّلَقون حَوَلهُ وهو يَمُد يَدَهُ في جيبهِ وَيُخرِج قِطَع حلوى وَيوَزِعها عليهم وهو يبتسم ويُردد في نفسه : ( من فرح صبي زار النبي ) …
…….
أم علي تعود من السوق وقد ارهقها حِملُها الثقيل ، فَيَهُب أبن الجيران لِمُساعَدَتِها فيه ، يوصِلها لباب دارِها وَهيَ بِدَورِها تُعّبِر عَن شُكِرها لَه بأِعطائهِ تُفاحة …
………
أسعد يَعود من جامعته وَيُشاهِد أبناء الجيران يَلعَبون الكُرة فَيَركُض لأِخذها مِنهُم لِيُرِيَهُم بعض مهاراته وَهُم مُنبَهِرين سُعداء، يُعِيدُها أِليهِم وَيَدخُل دارهُ …
………
أُم ياسر تُخرِج مِن طَبخِها اللَذيذ طَبَقاً وَتُنادي على ياسِر لِيَذهَبْ بهِ لِجارَتِها أُم علي حتّى تُشارِكها في نِعَم الله …
………
علي يُدّرِس أبن الجيران مادة الرياضيات حتّى يَتَمَكَّن مِن أِجتياز الأمِتِحان …
……..
كُهول المَنطَقة وَشَبابِها يَمشُون خَلفَ جَنازة جارِهم الذي وافاهُ الأجل لِيواروه الثَرى رَحِمَهُ الله …
…….
بعد التفجيرات الدموية يَهُبْ الناس للتَبَرُع بالدَم باﻵلاف …
………
يَطُرق الباب مُتَسّوِل فلا يُرجِعهُ أهلُ الدار أﻻ بأِعطائهِ نُقوداً أو بَعضْ قِطَع الملابِس أو شيءٍ مِنْ طَعام …
………
يَتَعّرَض أبن أبو عَقيل الى وَعكة صِحّيّة وأبوه غَير مَوجود فَيَهُبْ الجيران لِنَقلِهِ الى المُستَشفى …
……..
الحاج عُمَرْ يَتَحَدّث لأِبنائهِ وأصِدقائِهِم أحاديث وَحِكايات أيام زَمَان وَيَحُثُهُم عَلَى التَحّلي بالِقِيَم الأصيله وَالحِفاظ على مَورُوثات اﻵباء …
كُلْ هَذِهِ الصِوَر وَغَيرِها الكثير مازلنا نراها في عِراقنا رُغم كُل ما مَرَّ بِنا مِنْ وَيَلاَت وَحُروب وَمأَسي لَوْ مَرّ عُشرُها على أيْ شَعب لأَنِعَدَمَ الخير فيه وَلَتَفَتَّتْ الرَوابِطْ بَين أِبنائه وَلأَصَبَحَ الناس يأَكُلُ بَعَضُهُمْ بَعضاً ..
صُوَر وَمواقِف ﻻ تراها ألا في القليل من البُلدان
صُوَر تَمَيَزَت بِها الشُعُوبْ العَريقة وأولها شَعْب العِراق شَعبْ الخَير والمُروءة والنَخوة شَعبْ مُتأَصِل فيهِ الخَير وﻻ زال …
ولأِنَنَا ﻻزِلِنا نَرى تِلكَ الصِوَرْ فأَنَنَا لازِلنا بِخَير وأِنّ الخَير يَجري في نِفُوسِنا
وَلِكَي نَبقْى بِخَير يَجِب عَلَيِنا أنْ نُحافِظْ على هَذِهِ الصِفات وأن نَزرَعَهَا في نِفوسِ أجيالِنا القادمة …
وَنَحمِدُ الله على نِعمَتِهِ …
عاشت ايدك مقال جميل موجود في بلادنا وفي المكان الذي اعيش بيه لان احنا مجتمع نحب الناس نحب نشاركهم بالحلو والمر ونرحم بعضنا ياريت يكون اكثر ويتوسع