بقلم ليث حمودي..
يعرف اكثر اصدقائي في الوسط الصحفي أنني كنت مراسلا سليط اللسان ولطالما كانت اسئلتي تثير غضب ساسة العراق واذكر في يوم من الأيام أن عضوا في مجلس النواب العراقي أسهبَ من انتقاد السلطة التنفيذية
دونما الأشارة الى فشل مجلس النواب العراقي وسط صمت وقبول الكثير من الصحفيين فتقدمت له وقدمت نفسي وبادرته بسؤال مفاده ان كلمة الحكومة التي يرددها تشمل السلطات التنفيذية والتشريعية والرئاسية فهل يشمل كلامه عن فشل مجلس النواب وهل هو شخصيا عضو حكومة فاشل, فما كان منه الا أن غادر باحة الصحفيين غاضبا وناقما علي خصوصا أنني كنت اعمل مع مؤسسة أعلامية عالمية كبيرة يخشاها جميع ساسة العالم وليس العرقا فحسب. وعادة ما أبني نقدي على أسس موضوعية أراعي فيها أعلى درجات الحرص في أختيار اكثر الألفاظ الناقدة والساخرة المطابقةً لمعايير القبول المجتمعية
ومن هذا المنطلق تأتي مقالتي البسيطة هذه في مناسبة مولد سيد الكائنات المصطفى ابو القاسم محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام وهي المناسبة التي ينتظرها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليظهروا بهجتهم وفرحهم بميلاد منقذ العرب من شِراك الجهالة والضلال
في هذه المناسبة ترتفع الرايات والأعلام والزينة والأهم أن عشرات الشعارات البراقة تملأ شوارع المدن في الدول (الأسلامية) على غرار (محمد قدوتنا) وما إن يتم ذكر المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام حتى يبادر الجميع بذكر محاسنه ومحامده بل ويذهب البعض الى المبالغه وأختلاق القصص التي يظنون أنها ترفع من قدر النبي وشأنه متناسين أن ملك السموات والأرض خاطبه بأرفع عبارة مفادها ((وإنّك لعلى خلق عظيم) وجاء الكلام ب إنّ وهي أداة تفيد التوكيد.
ولعل أبرز شعار تتم طباعته في العراق هو شعار (محمد قدوتنا) والسؤال الذي يتبادر الى ذهني مباشرة كلما شاهدت الشعار (هل المصطفى بالفعل قدوتنا؟ ) ولربما اعيد صياغته بطريقة أخرى فأقول (ما مدى أقتدائنا بالمصطفى محمد عليه وآله الصلاة والسلام؟) وعنا سأكتفي ببعض الأمثلة.
- تتحدث الروايات المنقولة عن كثير ممن عاصر المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام أنه كان يجاور يهوديا وكان هذا اليهودي يرمي النفايات قرب منزل الرسول. ورغم أني لا اعلم هل كان في ذاك الوقت نفايات ام لا ولكن دعوني اخذ الرواية كما هي واسترسل في سردها فيكمل لنا الراوي أن هذا الجار اليهودي كان يقوم برمي النفايات كل يوم. وذات مرة افتقده رسول الله لبضعة أيام فسأل اصحابه الذين قالوا له أن الرجل اليهودي مريض وان الله قد كفى الرسول شر أذاه. فجاء الرد صاعقا من الرسول وقال لمن حوله أنه سيذهب لزيارته لأنه مريض ومن واجب الجار زيارة جاره المريض وعندما دخل عليه سأله اليهودي عن سبب الزيارة فأجابه بأبي وأمي انه أفتقد الهدية التي كان يضعها له كل يوم. وهنا يقول الراوي أن الرجل اليهودي دخل الأسلام فورا. وهنا وكلما اقرأ هذه الرواية تتسارع الى مخيلتي كل تلك المشاكل التافهة التي تنشب بين الأطفال ويتدخل فيها الكبار وتنشب بسببها خلافات تقود الى ا لجفاء والمشاكل واحيانا اسالة الدماء. وأغرب ما في الأمر أن الأطفال يعودون بعد يوم واحد او اقل اصدقاء ويلعبون مع بعضهم البعض وتبقى العاوة بين الكبار بسبب افكارهم وكبريائهم فهل أقتدينا بالرسول؟؟؟
- عاش الرسول عليه وآله الصلاة والسلام في مكة اكثر من عقد من الزمان واجه خلاله أشد موجات الحقد والكراهية والتحريض. طاردوه حاربوه اقتصاديا وفي نهاية المطاف رموه مع المؤمنين الصالحني في شعب من شعاب مكة عرف فيما بعد بشعب أبي طالب فماذا كان رده عليه الصلاة والسلام؟ كان يدعوا ربه أن يهدي أهل مكة رغم أن دعوة واحدة منه كانت تكفي لمسح اهل مكة من الوجود , وآه والف آه فليته فعل لكنما الخلق العظيم منعه.
لنأتي الآن الى واقعنا. حسنا ,,,,,, قام المسلمون خلال اكثر من 1400 عاما بكل أنواع الجرائم ضد بعضهم البعض. في العراق ومنذ بداية الأربعينات وحتى اليوم قتل العراقيون بعضهم البعض. هجروا بعضهم البعض على أسس طائفية وعرقية ودينية رغم أنهم جميعا مسلمين ويصرخون يوميا في الأعلام (أخوان سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه) ومن كل الشعارات الجوفاء الخاوية على عروشها. أين نحن من قدوتنا؟؟؟؟؟؟
- يقول الرسول عليه وآله الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فهل أن التجاوز على الشارع من مكارم الأخلاق؟ هل الرشوة من مكارم الأخلاق؟ هل السماح للغريب بالسيطرة على الوطن من مكارم الأخلاق؟ هل اهمال الواجب من مكارم الأخلاق؟ هل يقع انتخاب الفاسدين ضمن نطاق مكارم الأخلاق؟ هل الرسول قدوتنا في هذه السلبيات؟ حاشاه ابا القاسم صاحب الخلق العظيم. إنما هي الأنفس الأمارة بالسوء الساعية خلف حطام الدنيا والمتناسية ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب محمدي النهج.
هناك العشرات من الأمثلة السلبية في مجتمعنا والتي تتناقض مع كل أخلاق قدوتنا الذي ندعي اتباعه ونتغنى بحبه وسردها يحتاج الى مجلدات وايام طويلة من الكتابة.
كان عليه الصلاة والسلام مثالا لكل القيم الراقية اما مجتمعنا الذي نسميه ظلما مجتمعا أسلاميا فهو يقف بالضد من هذه القيم رغم ادعاءاته أنه يجسدها.
من وجهة نظر واقعية, يمكنني أن أشبه أخلاق الرسول الأكرم عليه وآله الصلاة والسلام بقمة جبل أفرست وشعوبنا الأسلامية جميعها ما زالت في مرحلة الأعداد للخطوة الأولى لتسلق هذا الجبل
أعذرنا يا رسول الله فقد شوهنا قيمك السمحاء ولم نرتقي لشرف تمثيلك. أنا على يقين مطلق بأنك غير راض عنا لأننا وفي الوقت الذي ندعي فيه التمسك بقيمك ومبادئك السامية, نتصرف كما كان يفعل ابا جهل وابا لهب والمغيرة وغيرهم من اعداءك. أعذرنا يا حبيب الله
سلام عليك سيدي ومولاي وشفيعي. سلام عليك طه العظيم يوم ولدت ويوم رحلت الى جوار ربك راضيا مرضيا ويوم تبعث حيا لتشفع لنا عند الله رغم قبح أعمالنا…. يا وجيها عند الله, إشفع لنا عند الله
وصلى الله على الصادق الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الغرر المنتجبي.
عاشت الايادي ليوثي كالمعتاد موضوع حلو وهادف وممتع ومسلي بنفس الوقت وياريت الاغلبيه اذا مو الكل يتمثلون بأخلاق الرسول وتصرفاته ويتبعون تعاليم دينا الحقيقيه والابتعاد عن كل ماهو زائف
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. . مقال جريء عن واقع حال نعيشه بأبتعادنا عن الأخلاق ..اللهم اجعلنا من اتباعك يارسول الله ..عاشت ايدك اخي ليث
ايدج العايشة زوز. تشجيعكم هو حافزي الأول والأروع. اي والله يا ريت ولو نص المجتمع يتبع 1% من اخلاق الرسول وبوقتها يصير المجتمع جنة ..
تحياتي اختي الغالية
أخت لينا
لو واجه كل أنسان سلبياته بصورة حقيقية وحاول علاجها لما وصل بنا الحال الى هذه الدرجة من السوء . تحياتي اختي الكريمة
اللهم صل و سلم على الرسول الامين. عاشت ايدك ليث، مقالة رائعة لواقع مرير. الله يحفظك و ينصرك لاعلاء كلمة الحق.
أيدچ العايشة اختي غادة. اشكرچ من كل گلبي على الدعوات الطيبة. إن شاء الله الحق ينتصر بجهودكم الطيبة . كلمة من كل واحد بينا مع شخص يحبه تخل يعدد الناس الطيبة أكثر واقوى
احسنت عزيزي ليث، ربط صحيح وأسئلة موجودة عندنا جميعا .. مع الاسف كان بعض من الناس تعيش حالة من تعدد الشخصيات، فهمهم مختل و تغلب عليه القبلية، يتكلمون شكل ويطبقون شكل ثاني .. دائما في صلاتي أدعو من الله أن يهدي الجميع إلى الطريق الصحيح