بقلم : نجلاء ابراهيم جبوري
يختلط مفهوم الحب عند المرأة والرجل ليصل إلى مرحلة الالتباس، فمرة يصبح احتكاراً وأخرى رغبة في التملك. فهل يؤمن كلا الطرفين بأن احتكار الطرف الاخر مرادف للحب ، أم انه قيد وطوق يكبل حريتهما ؟ وهل يصعب علينا أن نجد علاقة حب بين رجل وامرأة من دون أن يكون الاحتكار ثالثهما؟ وهل ان رباط الحب هو عقد احتكاري عملا بالمثل القائل ومن الحب ما قتل ؟
اسئلة كثيرة قد لا نجد لها إجابات شافية إلا عند الطرف الذي يعاني مرارة الاحتكار الذي يمارسه عليه شريكه.. فتصبح العلاقة بينهما مثل علاقة السجين والسجان .
فالكثير منا يعتقد أنه اذا ما احب انسان فانه يمتلكه وله حــق التصرف كيف يشاء معه وكيف يريد متناسين تمامـــــــــــــــــــــــا بان للطرف الآخر حق المعرفه والوقوع في الخطأ شانه شاننا كما انه يمتلك حق القرار .
ويتخذ الاحتكار في مجتمعنا اشكال مختلف، ويعاني منه كلا الجنسين ولكن بنسب متفاوتة ، فمن خلال مشاهداتي لاقاربي واصدقائي ارى ان الاحتكار يبدا من اللحظة الاولى التي يعترف بها الطرفين بحبهما لبعضهما او لحظة الارتباط العلني فيبدأ كل طرف باملاء الشروط على الطرف الاخر وملاحقة كل خطواته ومحاسبته ومعاقبته في اغلب الاحيان وكانها معركة لاثبات الطرف الاقوى فيضيعون في هذه الدوامة ويبتعدون عن عيش لحظات الحب الحقيقي بكل مشاعرها وتفاصيلها ويبدان بالكذب على بعضهما وممارسة البعض من نشاطاتهم الحياتية بالخفاء ويضيعون في دوامة التبريرات .
يؤمن الرجال في مجتمعنا الشرقي بان المراءة هي التي تمارس الاحتكار لان الحب في مفهومها امتلاك فتسعى دائما الى احتكار من تحب بسبب خوفها من فقد عنصر الامان والحماية الذي يمثله الرجل في حياتها ، كما ان سماح المجتمع له بالزواج وإقامة العلاقات العاطفية، يمثل دافعا قويا لهذا النوع من التصرف الانساني ، فالاحتكار صفة الخائف، والخوف ليس من صفات الرجال ، فهو لا ينظر إلى المرأة باعتبارها مصدر آمان، فهو رب البيت، وصاحب الدخل والسلطة والكلمة الأخيرة ، غير ان الحقيقة مغايرة تماما لما يؤمنون به اذ يقع النصيب الاكبر من الاحتكار على المراءة ولا سيما المتزوجة ، فهي تؤدي دور الضحية والشاهد في بيتها ، فهي ترى بام عينها احتكار والدة زوجها لمشاعر ووقت زوجها دون مراعاة لمشاعرها كزوجة وشريكة في الحياة ومن حقها ان تقضي اطول وقت ممكن مع الشريك، فتبدا باطلاق ابشع الالقاب على والدة زوجها وتتخذ اجراءات عقابية كرد فعل انتقامي بحقها من خلال منع اطفالها في بعض الاحيان من زيارة جدتهم وتعد العدة وتضع الخطط للحد من احتكار والدة زوجها لشريك حياتها . فتتولد على اثر هذه التجاذبات صراعات غير معلنة بشكل واضح وتكثر المشاكل ويزيد العناد ويضيع الحب الذي هو اساس العلاقات الانسانية ..
الحب سيداتي وسادتي هو عطاء واحتواء وليس تملك فهو مشاعر واناقه وليس احتكار , وهو تقاسم الاهداف والاهتمامات ومساندة البعض وليس انانيه فلا ينبغي ان نضيع حق احد أو نحتقر احد فكل هؤلاء في النهايه بشر مثلنا لهم حق الرد وحق الكره وحق الحب بذاته فليتنا نتعلم اولا ان نتقن حب انفسنا لنكون قادرين على ان نقيسه على الآخرين ، فكلنا عنده ذكريات وحياة حلوه ومره والكل يمر بتجارب فهل من حق انفسنا علينا ان ننكرها حتى نكون قادرين على العيش مع من لا يعترف بها ؟
ارجوووكم دعونا نعيش بسلام مع من نحب كيف نحب ببدون انانيه .
حلو نجلاء عاشت أيديج، شنو هل الطاقات الكتابية المكبوتة الحلوة .. اكو موضوع من الضروري الإشارة إليه أن بعض النساء هن من يحبن فقرة الاحتكار على الأقل في البداية ومن ثم تصبح عادة واعتماد على الطرف الآخر. من ناحية الرجل، يعتبروه مهم فالمرأة هذه خاصتهم وهي جزء منهم بعدين تتطور الأمور إلى عادة. أحد فقرات الخلل في مجتمعاتنا المتوارثة على فكرة.
أما في بلاد الغربة وسرعة الحياة، هناك احتمال حدوث نوع من المشاكل وخاصة عندما تنقل حالة الاحتكار أو الاعتماد (الاتكال) إلى هناك.