بقلم نضال درويش
تحدث أحد الأطباء المختصين بالطب النفسي عن مريض له كان مصرا في اعتقاده أنه جثة بالرغم من جهوده التي بذلها لعلاجه .
وفجأة خطر على ذهنه سؤال ، فقال للمريض :
هل من المعقول أن تنزف الدماء من الجثث ؟
فرد عليه المريض :
ماهذا الذي تقوله يادكتور ، طبعا الجثث لا تنزف الدماء !
وعلى الفور قام الطبيب بوخز اصبع المريض فخرجت منه نقطة من الدماء ، وبدت الدهشة والاستغراب على وجه المريض وصاح قائلا :
الان فقط اقتنعت أنه من الممكن أن تنزف الدماء من الجثث .
ماذا تعني هذه القصة ؟
هذا الرجل كان يعتقد أنه جثة هامدة ، وكان يرفض كل أنواع العلاج حتى تغير اعتقاده إلى أن من الممكن أن تنزف الدماء من أي جثة وبالتالي فمن الممكن علاجها ، وعلى ذلك تقبل هو أن يضع نفسه تحت العلاج .
ماهي المعتقدات ؟
هناك مثال بسيط يستخدمه أكثر المدربين لشرح ماهو المعتقد ، يقولون :
( تخيل أن سطح الطاولة هو معتقداتك ، أو أي شئ انت تؤمن به ، سطح الطاولة هذا مرتكز على أرجل تدعمه هذه الأرجل هي الدليل التي تدعم معتقداتك ) .
إذن إذا كان لديك معتقد ما فستجد الدليل الذي يدعمه ، فلكل شخص معتقداته الخاصة والأدلة التي تدعمها .
تتكون الاعتقادات من البيئة التي نشأت بها ، ومن الأحداث التي مرت بك ، سواء كانت سعيدة أو حزينة ، فبمجرد أن يكون لدينا اعتقاد ، فإنه يبدأ في التحكم بتصرفاتنا وبمشاعرنا ، حتى لو كانت أحيانا ليست مبنية على واقع .
قال الملاكم محمد علي كلاي :
لكي تكون بطلا يجب أولا أن تؤمن وتعتقد انك الاحسن .
للمعتقدات قوة تتحكم في كل قراراتنا وتحدد ماسنفعله وما نتجنبه ، لذلك عليك أن تكون حريصا بشأن ماتختاره ، وخاصة بشأن نفسك ، لأنها أما أن تزيد من قوتك وتدفعك الى الامام ، أو تكون مدمرة .
في أكثر الأوقات انت من يقيد نفسك ويمنعها من التقدم لاعتقادك بأنك غير قادر ولا تستطيع ولا تمتلك الخبرات أو الوقت أو العمر أو غيرها من المبررات التي تدعم بها اعتقادك .
وفي أوقات أخرى هناك من يتطوع بالنيابة عنك ويمنعك من التقدم وان تعمل شيئا جديدا فيقولون لك انت لن تستطيع أو ليس بإمكانك ، وهؤلاء الناس دائما تجدهم حولك يثبطون همتك ويشككون بقدراتك وانت تهتم لكلامهم وتتراجع وتتوقف عن التقدم ، فهم استطاعوا أن يؤثروا على اعتقادك بالنجاح ، لأنه اعتقادك بنفسك كان ضعيفا.
من الأمثلة الأخرى عن نوع آخر من الاعتقاد
سيدة في الثلاثين من عمرها ، ربة منزل ، لا تعاني من شئ الا من بعض الوزن الزائد الذي لا تعيره انتباها ، في يوم من الأيام وقعت ارضا ونقلت الى المستشفى ، فقد أصيبت بجلطة بالقلب ، وبعد خروجها من المستشفى قررت أن تتبع ريجيما خاصا وتتخلص من وزنها الزائد.
كانت بصحة جيدة حسب اعتقادها هي ، ولم تشعر بأي شئ مزعج ، فاستمرت بحياتها على هذه الطريقة . لكن بعد دخولها المستشفى أصبح لديها اعتقاد جديد إن أسلوب حياتها هو الذي تسبب لها بهذه الجلطة ، لهذا قررت أن تتخلص من وزنها الزائد وتعيش حياتها بطريقة مختلفة عن الماضي .
قانون المعتقدات يقول أننا نعمل وفقا لمعتقداتنا حتى إذا كانت مقيدة للذات ، إن الطفل يولد بدون أي معتقدات ، فكل المعتقدات التي لديك تعلمتها بتعليمات حريصة للغاية مكررة مرارا وتكرارا ، وطالما هي مكتسبة فهي قابلة للتغيير .
إذن نقطة البداية لإستخدام قانون المعتقدات لصالحك ، هو أن تسال نفسك ، ماهي المعتقدات المفيدة لي ؟
تحدى نفسك ومعتقداتك المقيدة ، واعتبر كل شئ حدث لك في الماضي مدك بحصيلة من التجارب ، قم بمراجعة معتقداتك واكتب الاعتقاد السلبي الذي تريد تغييره واكتب خمسة أسباب لماذا تريد تغييره ، اكتب الإعتقاد الايجابي الذي تريده ودون تحته خمسة اسباب لماذا تريده .
إبدأ بتنفيذها والعمل عليها ، وامنح نفسك فرصة كافية من الوقت لترى نتائج هذا التغيير .
موضوع اكيد حلو عاشت أيديج، هو نوعا ما يتطرق للمساحة المريحة ال comfort zone اللي نضع أنفسنا فيها. موضوع الدليل اللي تطرقتي له برأي هو مجرد سبب / فرضية غير علمية يخلقها الإنسان في مخيلته ويأمن بها ولربما يبني عليها أمور أخرى غير موجودة. التحدي لكسر حالة الانكسار مهم ولعل الأهم هو الوصول إلى حالة وجوب التحدي وضرورة العمل على المضي للإمام .
عاشت أيدج. الله شكد حلو موضوعج نضال. بسييط جدا وسلس ومؤثر. بالفعل المعتقدات هي عبارة عن مجموعة من القناعات اللي لو ننظرلها بصورة مجردة راح نستغني عن معظمها. آني بالفعل بديت بهيج شي وموضوعج حفزني استمر. تقبلي كل التقدير اختي الكريمة وشكرا على الموضوع الممتع والمفيد