القائمة إغلاق

من اعلام بلادي – سانحة امين زكي

بقلم عذراء عدنان.

عندما بدانا بالكتابة عن الشخصيات العراقية (اعلام من بلادي )التي كان لها الدور الكبير في تاريخ العراق وكان الاهتمام موجه على الرجال وكتبنا عن أسماعيل فتاح الترك والدكتور ماجد السيد ولي والدكتور سامي سعيد الاحمد وبعده بدات بالكتابة عن الشخصيات العراقية النسائية حيث كانت هذه الشخصيات لها دور كبير في تغيير فكر المجتمع العراقي وبالاخص من ناحية المرأة العراقية ومعاناتها الصعبة خلال تلك الفترة  حيث كان بداية التغير في بداية القرن العشرين حيث توجهت بعض النساء العراقيات بتغير الافكار الرجعية وبدات مرحلة النضج الفكري للمجتمع العراقي ولكن بصعوبة واجهتها هذه المرأة القوية المسماة العراقية فبدأت المرأة العراقية تشق طريقها بجانب الرجل وتكافح معه في كل المجالات وجميل ان يكون العراق مصدرا رائعا لشخصيات نسائية قديرة وكبيرة ففيه اول قاضية صبيحة الشيخ داود واول وزيرة ليس في العراق فحسب انما في الوطن العربي ايضا هي الدكتورة نزيهة جودت الدليمي وكان لي الشرف بالكتابة عن هذه الشخصيات الرصينة في اعلام من بلادي . 

واليوم سنكتب عن اول طبيبة عراقية حاصلة على شهادة الماجستير من جامعة لندن هي الاستاذة الدكتورة سانحة امين زكي.

ولدت سانحة أمين زكي في مدينة بغداد 1920 واسمها سانحة بلقيس امين زكي نشأت في عائلة ضمت الاصول العربية والكردية والتركمانية ولكنها بقيت عراقية في الصميم .

بعد تأسيس الحكومة العراقية في سنة 1920 حدثت تغييرات ومفاهيم جديدة في المجتمع العراقي حيث كان لسانحة السبق في التعلم والطموح بتحقيق الحرية الشخصية والمساواة بين المرأة والرجل .

لقد أمنت بالحرية الشخصية والتعلم حيث دخلت المدرسة الابتدائية وعمرها اربع سنوات بالرغم من صغر سنها الا انها كانت تجيد الخلدونية وارقام الحساب ولذلك انتقلت من الصف التمهيدي الى الصف الاول الابتدائي في المدرسة .

وفي حوالي سن العاشرة من عمرها أنتقلت الى المدرسة المركزية للبنات ولبست العباءة وهي في الثالثة عشر والغريب انها كانت ترغب بالانظمام الى الفرع  العلمي الا انها  ارغمت على دخول الفرع الادبي من قبل ادارة المدرسة لقلة عدد الطالبات انذاك .

والمصادفة كانت ان مديرة المدرسة زوجة استاذ في الكلية الطبية عندما كانت في الصف الخامس الثانوي . وبعد الانتهاء من الاعدادية لم تكن متحمسة للانتماء لكلية الطب كونها خريجة الفرع الادبي وكانت ترغب في اكمال دراسة الادب في الجامعة الامريكية في بيروت ولكن اصرار والدها على دراسة الطب حال دون ذلك وكان يقول لها دوما بأنها ستصبح طبيبة ,وبعد تقديم اوراقها لعمادة الكلية الطبية جرت مقابلتها بمرافقة والدها والذي رحب بأعضاء اللجنة وعند وصولها خلعت العباءة وكان عمرها ستة عشرة سنة ونصف أبتدات الدكتورة سانحة سيرتها المهنية كطبيبة من منطلق ادبي لكونها تخرجت من الفرع الادبي  وهي كامرأة تمثل العراقية في تطلعها وتحديها الى التحرر والحداثة .

وبعد دخولها الكلية الطبية كانت قد تحررت من الحجاب المفروض في ذلك لوقت وأكملت الدراسة الطبية ,ومن خلال مسيرتها عاصرت الكثير من الحوادث الجسيمة التي مرت البلاد والعالم وألتقت مع الكثير من الشخصيات المحلية والدولية وزارت العديد من البلدان لكن بقي حبها وحنينها الى الوطن الام العراق .

تخرجت سانحة من كلية طب بغداد وكانت استاذة مادة الفارماكولوجي وعلم الادوية في كلية طب بغداد وحصلت على شهادة الماجستير من جامعة لندن سنة 1965 وشقيقتها الدكتورة لمعان أمين زكي أختصاصية طب الاطفال جامعة لندن 1949 وبكالوريوس جامعة بغداد 1945.

ويعتبر كتابها مذكرات طبيبة عراقية سفرا تأريخيا سردت فيه الكثير من الاحداث المحلية والعالمية واخبار الشخصيات أنذاك اضافة الى تفاصيل عن حياتها وعائلتها الطبية والتي شملت اختها الدكتورة لمعان امين زكي وزوجها الاستاذ سالم الدملوجي وابنتها شيرين احسان رفعت .

وبجانب كتابها مذكرات طبيبة عراقية كانت لها ايضا عدة مؤلفات طبية منها :

  • كتاب المخدرات / بحث في الادمان وطرق العلاج ويتناول الكتاب جوانب عديدة فسيولوجية ونفسية وصحية واجتماعية .
  • بحث العقاقير الطبية ويتناول البحث عرضا فنيا للعمليات التي يحصل فيها تأثير العقاقير على خلايا الجسم والعمليات الدقيقة التي تؤدي الى شفاء المريض وهو ضمن سلسلة ابحاث تهدف الى تثقيف ابناء الجيل .

من ضمن الذكريات التي سردتها الدكتورة سانحة في كتابها (مذكرات طبيبة عراقية) هي عندما قبلت تلميذة في كلية الطب كان اول درس تلقته من العميد هو ان عليها ان تخلع العباءة .

وكان من اطرف من كل ذلك هو اسناد تدريس الدين في ثانوية البنات لصبيحة الشيخ داود قبل ان تصبح اول محامية واول قاضية عراقية والتي عرفت بين الناس بذلك الوقت المرأة المسترجلة .

فكرست صبيحة دروسها لتلقين طالباتها حقوق المرأة ومساواتها وما تحملته المرأة المسلمة بالذات من ظلم وعبودية بأسم الدين .

كان تأريخ العراق وما زال رمزا للفخر والعز لوجود شخصيات واعلام من كلا الجنسين وبحثنا مستمر عن الشخصيات التي كرست حياتها للعراق وللعراق فقط وسوف لا تقتصر كتاباتنا عن الشخصيات العراقية التي لمعت في تاريخ العراق المعاصر بل سوف نكتب عن شخصيات في وقتنا الحاضر التي اتسمت بوفائها وحبها العميق للعراق التي تكافح وما زالت تكافح لرفع مستوى الفرد العراقي وجعله مواكبا للعالم الخارجي نظرا للظروف التي يتعرض لها العراق والهجمة الشرسة للحط من شانه كونه مهدا للحضارات وتأريخه المشرف ومهما فعل الحاقدون تبقى يا عراقنا العظيم عراق سومر واكد فلتحيا يا وطني ولتبقى امجادك لابد الزمان.

سانحة أمين زكي
سانحة أمين زكي

 

 

 

3 Comments

  1. ليث حمودي

    عاشت ايدج عذورة. عفية بلد عفية كل ما نرجع بتاريخك نشوفك احلى وكل ما نفكر بمستقبلك نشوف اسوء. بلد يمشي ليورة

  2. Ahmed Saleh

    كلش حلو الوضوع عذراء عاشت ايدج. فعلا الواحد يفتخر بوجود هيج شخصيات, وجودهم في ماضينا ساهم في رفع اسم البلد عاليا. ان شاء الله تتحسن الامور ويرجع بلدنا متالق.

  3. ghadaalhussainy

    عاشت ايدك عذراء، موضوع شيق، معلومات حلوة و مفيدة. اتمنى يستفاد منها و من تجربتها الكثير من النساء العراقيات و يكوننن جزء من بناء العراق الجديد.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: