بقلم ليث حمودي.
عندما قررت الذهاب الى مهرجان الزهور الذي أقيم على أرض متنزه الزوراء لأربعة أيام ابتداء من السابع والعشرين من شهر نيسان المنصرم, توقعت أن يكون دخولي الى المتنزه سهلا وسريعا لقناعتي التامة انني لن أجد الا بضعة أشخاص او عوائل لا يتعدى أجمالي عددهم اصابع الأنسان ولم يدر في خلدي أبدا أنني ساقف في طابور طويل يمتد بصورة متعرجة يمينا وشمالا ويقف امامي عشرات العوائل البغدادية التي سبقتني الى الحضور رغم أنني وصلت باكرا.
وقفت في الطابور لبرهة من الزمن ربما لا تتجاوز الربع ساعة وصلت بعدها الى شباك التذاكر ودفعت الف دينار عراقي قيمة تذكرة الدخول ووجلت الباب لأجد أمامي شوارع تغص بالزائرين. رجالا ونساء واطفال وحتى رضّع في عربات. لن ابالغ اذا قلت أنني شاهدت بضعة الاف من اهالي بغداد في كل ارجاء المتنزه كانت وجهة أغلبهم هي ذاتها وجهتي. معرض الزهور.
ما يهمني في الأمر هو الأعداد الكبيرة من العوائل التي تجشمت عناء الحضور رغم صعوبة التنقل في بغداد. حضور العوائل بل إن جاز لي القول أصرارها على الحضور رغم كل التحديات التي يمر بها العراق وخصوصا المخاطر الأمنية هو دليل واضح على حب الحياة بل عشقها والرغبة في شرب كأسها حتى آخر قطرة.
نحن شعب نحب الحياة. نعشق الأستمتاع بالجمال. كيف لا ونحن بلاد ما بين النهرين التي تزخر بكل ما هو جميل من تأريخ مشرّف أتخم الكون بالخير وعلمه الحرف الأول مرورا بعاصمة الأمبراطورية الأسلامية التي صارت منارة للعلم والثقافة وليس ختاما بالبطولات التي يسطرها مقاتلونا لتطهير بلدنا من عصابات التخلف والضلال وتنشر المحبة والسلام.
شكرا لمعرض الزهور ومن أقامه لأنه ساعدني في رؤية شعاع الأمل والجمال في هذا البلد الجريح وكل يوم وأيامكم بعطر الزهور تفوح.
يمكنكم مشاهدة صور من المهرجان بعدسة إسراء حسون هنا
التاريخ القريب للعراقيين حبهم للحياة والتنويع والتميز اذا توفرت الظروف والوسائل وهناك امثلة كثيرة. ان شاءالله هذا المهرجان واحد من الكثير من اوجه الجمال والابداع.