بقلم زينة الالوسي.
عندما بدأنا سـلسـلة “أعلام من بلادي” في بداية مشـروعنا، فكرنا في الكتابة عن العديد من الشـخصيات التي كانت لها دوراً كبيراً في تاريخ العراق وفي مختلف المجالات، وبالفعل فعلنا وكتبنا عن الكثير من الشـخصيات العراقيه الرائدة في مجالها.. وأنا شـخصياً طرحت و رشـحت أسـماء العديد من المع الجراحين و أشــهرهم في العراق اللذين عمل والدي معهم لعشـرات السـنين من أسـاتذته و من الرواد الأوائل والافضل في أختصاصاتهم أمثال
الدكتورالأسـتاذ المرحوم حسـني الآلوسـي (أول من حصل على شهادة زمالة كلية الجراحين الملكية في أختصاص الأنف و الأذن والحنجره في العراق)، الدكتور الأسـتاذ زهير البحراني (أختصاص جراحه عامة)، الدكتور الأســتاذ هاشـم مكّي الهاشـمي (أختصاص جراحة عامة وله خبره و أهتمام خاص بجراحة الغدة الدرقية والنُكافية)، الدكتور المرحوم الأسـتاذ هادي السـبّاك (أختصاص جراحة العظام و الكسـور)، الدكتور الأسـتاذ المرحوم تحرير الكيلاني (أختصاص جراحة عامة)، الدكتور الأسـتاذ المرحوم طالب ناجي (أختصاص جراحة عامة)، الدكتور الأسـتاذ المرحوم كمال السـامرائي ( أختصاص نسـائية و توليد)، الدكتور الأسـتاذ المرحوم خالد القصّاب (أختصاص جراحة عامة)، الدكتور وليد الخيّال (أختصاص جراحة عامة و زرع الكلى)، الدكتور المرحوم عصام حسـين مكّي خمّاس (أختصاص جراحة الصدر و الأوعية الدموية)، الدكتور سـالم خطّاب عمر ( أختصاص جراحة عامة)، الدكتور المرحوم كمال حسـين (أختصاص جراحة عامة)، الدكتور المرحوم طارق عبد القادر (أختصاص جراحة الجملة العصبية)، الدكتوره المرحومه عفراء أمين خالص (أختصاص طب وجراحة العيون) والدكتور خلدون درويش لطفي (أختصاص طب وجراحة العيون) على سـبيل المثال لا الحصر….
كما قمت بترشـيح أسـماء بعض من زملائه في الدراسة وأصدقاء العمر للكتابه عنهم ضمن سـلسـلة “أعلام من بلادي” وهم من أكبر و المع الأسـماء في مجال أختصاصهم أمثال الدكتور نبيل مَمّو(أختصاص طب وجراحة العيون)، ، الدكتور أياد البير (أختصاص جراحة بولية)، الدكتور منير العلي (أختصاص جراحة بوليه)، الدكتور سـمير حسـن عبّود (جراحة الجملة العصبية)، الدكتور سـمير الموسـوي (أختصاص الطب العدلي)، الدكتور بسّـام البرزنجي (أختصاص تخدير)، الدكتور قاسـم عبد الحميد (أختصاص عقاقير)، الدكتور زياد عبد الجبار (أختصاص أمراض عصبية و نفسـية)، الدكتور مزهر الدوري (أختصاص الأنف والأذن والحنجرة)، الدكتور نبيل المختار (أختصاص الأنف و الأذن والحنجرة)، الدكتور المرحوم رؤوف الطائي (أختصاص جراحة عامة)، الدكتور المرحوم صباح العزّاوي (أختصاص تخدير)، الدكتور سـنان حسـن مكّي (أختصاص كسـور)، الدكتور أياد محمد أسـماعيل (أختصاص جراحة الوجه والفكين)، الدكتور علي الحيدري (أختصاص تغذية)، الدكتورة نضال حفظي عزيز (أختصاص تخدير)، الدكتوره نوال القاسـم (أختصاص تخدير)، الدكتورة أبتهاج الآلوسـي (أختصاص نسـائية و توليد)، الدكتورة هدى الزهاوي (أختصاص علم الأمراض) و القائمه تطول و تطول و تسـتمر الى ما لا نهاية وصولاً الى طلابه اللذين تتلمذوا على يديه و أصبحوا زملاء له في الأختصاص…
ألّا أنني لم أذكر أسـم والدي على أعضاء فريقنا ولا لمرةٍ واحدة حتى لا يقولوا “بالطبع تذكر أسم والدها لنكتب عنه لأنه والدها” ولم يكن عدم ذكري أو ترشـيحي لأسـم والدي أنكاراً أو خجلاً أو عدم رغبتي في الكتابه عن والدي بل بالعكس تماماً كنت أرغب بذلك كثيراً وكنت أرغب أن اقوم أنا شـخصياً بالكتابه عن والدي.. فمن يعرف والدي أكثر مني!! ومن على أطلاع على تفاصيل حياتهِ أكثر مني !! فكما يقولون : كُلُ فتاةٍ بأبيها معجبة” وهذه المقولة صحيحه جداً وأنا لسـت معجبه فقط أنما كلي فخر و أعتزاز و زهو أن يكون والدي هو الدكتور وجيه الآلوسـي وأن اكون بالفعل أبنةُ أبي فهناك الكثير من صفاتي وطباعي وتصرفاتي وحتى شـكلي ورثتها و أكتسـبتها من والدي….
رحلة كفاحهِ.. تحصيلهِ العلمي و دورهِ الكبير في مجال أختصاصهِ.. سـمعتهِ، خبرته وتفانيه وحبه الكبير لعملهِ.. محبة وتقدير و أحترام اسـاتذته وزملائه و مسـاعدية من الفنيين والتقنيين وطاقم التمريض في كل المسـتشـفيات التي عمل بها.. و أصدقائهَ و طلابه وكل من تعامل معه وعرفه شـخصياً.. كل هذه الأسـباب وأكثر دفعتني اليوم الى التمرد على خجلي و الكتابه عن والدي، مصدر فخري ورفعة رأسـي وعزوتي….فدعونا نتعرف على الدكتور وجيه الآلوسـي ورحلة حياتهِ وكفاحهِ.
الدكتور وجيه حمدي عبد الغفور الياسـين الآلوسـي.. وُلِدَ في آلوس- الأنبار عام 1941 من عائلة كريمة الحسـب والنسـب ولها مكانة مرموقة وسـمعة طيبة بين العوائل.. متزوج ولديه بنتين و ولدين.. أكمل الدراسـة الابتدائية في آلوس – المدرسـة القديمة.. و أكمل الدراسـة المتوسـطة بثلاث مراحل: السـنة الاولى في ثانوية عنه للبنين – عنه.. السـنة الثانية في ثانوية الاعظمية للبنين – بغداد الاعظمية.. و السـنة الثالثة و الأخيره في ثانوية عنه للبنين- عنه عام 1956.
دخل دار المعلمين الأبتدائية في أبو غريب في بغداد، وتخرج منها بعد ثلاث سـنوات عام 1959، ولكونه من الطلبة الأوائل على الدفعة تم تعيينه في بغداد وباقي الدفعة (غير الاوائل الاربعة) تم تعيينهم في المحافظات الشـمالية – أربيل – السـليمانية – دهوك.
بعد صدور أمر تعيينه كمعلم في بغداد عام 1959، سَـجل في ثانوية الجعفرية المسـائية في الصف الرابع العلمي وذلك لرغبته بأكمال دراسـته للطب او الهندسـة مع العلم أنه كان يحق له كخريج دار المعلمين ان يدخل كلية التربية أو الاداب لأنها تعادل الخامس الأدبي… عمل في الصباح مُعّلِم وفي المساء طالب في الثانوية الجعفرية.. وأكمل الدراسة الأعدادية – الفرع العلمي عام 1961 وحصل على معدل جيد في حينها أهلّهُ للحصول على قبول بعثه الى المانيا (هندسـة نفط) وقبول في كلية الهندسـة – الفرع المدني.. وقبول في كلية الطب في جامعة بغداد وعلى نفقة وزارة الدفاع (لأنه لا يوجد تقديم مركزي في حينها ويحق للطالب ان يقدم الى أي كلية أو جامعة أو البعثات وحسب معدله)….
فدخل كلية الطب جامعة بغداد في أيلول 1961 بعد أن أسـتقال من وزارة التربية والتعليم.. وتخرج في عام 1967 كطبيب…في تموز 1967 دخل كلية الضباط الأحتياط – دورة خاصة لمدة ثلاثة أشـهر لأنه و زملائهِ كانوا على نفقة وزارة الدفاع بعدها مُنِحوا رتبه عسـكرية ملازم أول طبيب في تشـرين الثاني 1967 والتحق بعدها بمسـتشـفى الرشـيد العسـكري كطبيب مقيم في قسـم التخدير.
نُقِلَ في نيسـان 1968 الى المركز الجراحي المتقدم في الاردن كطبيب تخدير مُمارس وكان في قسـم من مدرسة المانية تدعى شـنلر(Schneller ) قرب عمّان وبعدها نُقِلَ الى المفرق حيث القيادة العامة للجيش العراقي في الاردن وبقى الى نهاية حزيران 1969..عادَ بعدها الى مسـتشـفى الرشـيد العسـكري ليكمل مدة أقامتهِ.
أُوفدَ في 23/12/1971 الى المملكة المتحدة البريطانية للحصول على شـهادة الدبلوم العالي في التخدير وعلى نفقة مؤسـسـة كولبنكيان ( Gulbenkian Foundation) لمدة سـنة ونصف.. حصل على شـهادة الدبلوم العالي من كلية الاطباء والجّراحين الملكية البريطانية في نيسان 1973.
قدم طلباً لأكمال دراسـتهِ والحصول على زمالة التخدير والتي كانت ولا تزال أعلى شـهادة بريطانية في التخدير ولايوجد من هو حاصل عليها في العراق في حينهِ، فرفض الطلب من قبل مديرية الأمور الطبية، علماً أنه قد قَدَمَ طلب أن يُكمِل الدراسـه على نفقتهِ الخاصة وبدون راتب.. فقرر البقاء والأسـتمرار في الدراسـة للحصول على أعلى شـهادة في أختصاصهِ – التخدير.. ولكونهِ عسـكري ولم يَعُد للوطن بعد حصولهِ على الدبلوم العالي، فُصِلَ من الخدمة العسـكرية وأُحِيل الى محكمة الثورة وحُكِم عليهِ بالأعدام رمياً بالرصاص حتّى الموت بتهمة الألتحاق الى دولة اجنبيه، علماً ان جُرمهِ هو طموحه بالحصول على شـهادة عُليا في الاختصاص (وهي لم تَكُن موجودة في العراق في حينها) و على نفقتهِ الخاصة والعودة بعدها لخدمة الوطن.
وبالفعل بقى في أنكلترا وفي آيار (مايس) 1977 حصل على شـهادة زمالة عمادة التخدير في كلية الجرّاحين الايرلندية – أيرلندا وهي أعلى شـهادة في أختصاص التخدير في آيرلندا و التي كانت يُرمَز لها F.F.A.R.C.S.I. وحالياً تُسّـمى زميل كلية أطباء التخدير – كلية الجراحين الآيرلندية F.C.A. RCSI .. كما حصل بعدها في تموز 1977 على شـهادة زمالة عمادة التخدير في كلية الجراحين الملكية البريطانية F.F.A.R.C.S وهي أعلى شـهادة في التخدير في بريطانيا والتي تُسّـمى الآن زميل كلية أطباء التخدير الملكية البريطانية F.R.C.A…… وبهذا يكون الطبيب الرابع على مسـتوى العراق من الحاصلين على هذه الشـهادة من آيرلندا (ثلاثة زملاء مدنيين حصلوا عليها من آيرلندا عام 1976) و الأول في الطبابة العسـكرية للحصول على هذه الشـهادات والأول على مسـتوى العراق من يحصل على شـهادة الزمالة من آيرلندا وأنكلترا. والدبلوم العالي.
عاد في بداية تشـرين الاول (اكتوبر) 1977 الى العراق ( بعد حوالي سـتة سـنوات عمل فيها في أنكلترا و وصل الى مرتبة مسـتشـار في التخدير) وهو محكوم بالاعدام على (وعد شـفهي) قطعه رئيس الجمهورية في وقتها السـيد أحمد حسـن البكر لوالده السـيد حمدي عبد الغفور الآلوسـي (رحمهم اللهم) “بأنه اذا كانت لديه نية العودة وخدمة بلده العراق فأنه سيُصدِر عفواً بمرسـوم جمهوري.” وفعلاً وبعد وصولهِ الى العراق – بغداد، ذهب مع والدهِ (جدي السـيد حمدي عبد الغفور الياسـين الآلوسـي رحمه الله وكان شـخصيه لها هيبه و وقار و أحترام وتقدير عالي بين الناس) الى رئاسة الجمهورية وصدر المرسوم الجمهوري بألغاء الحكم الصادر بحقهِ وتم أعادتهِ الى الخدمة العسـكرية في نهاية أكتوبر 1977.
ولكونهِ حاصل على أعلى شـهادات التخدير ولأن مسـتشـفى الرشـيد العسـكري كانت (ولا تزال) أكبر مسـتشـفى عسـكري في العراق ولكونها تعليمية، تم تعيينهِ فيها كطبيب أسـتشـاري تخدير في أواخر أكتوبر1977 الى نهاية 1986.. و بسـبب وشـاية باطلة من أحد الأطباء، نُقِلَ الى مسـتشـفى البصرة العسـكري بأمر من رئاسـة ديوان رئاسة الجمهورية ، وفي آيار (مايس) 1988 أُحيلَ على التقاعد لأسـباب صحية.
عَمِلَ كأســتشـاري تخدير ورئيس قسـم ومسـؤول صالات العمليات في مسـتشـفى الآلوسـي الأهلي في شـارع المغرب في بغداد لمدة أثنى عشـر عاماً (12 سـنة) للفترة من 1 تشـرين الثاني (نوفمبر)1977 ولغاية 30 كانون الأول (ديسـمبر) 1989. وكانت جميع العمليات التي تجرى في هذه المسـتشـفى لكلِ من ينتَسِـب للعائلة الآلوسـية مجانية وبدون أي مقابل وذلك أحتراماً وتقديراً وحباً بالعائلة ولكل من ينتسـب أِليها، ويعتبر عيباً ان يتم أخذ اجور العمليات من أفراد العائلة.. أما بالنسـبة للأطباء الذين عملوا مع والدي في مسـتشـفى الآلوسـي (وزملائه من خارج المستشفى من ذوي المهن الطبية) وعوائلهم وحتى أصدقائهم… وطاقم التمريض والفنيين والعاملين في المسـتشـفى فكان والدي لايأخذ اجوره منهم وذلك من باب أخلاقيات المهنه و أعرافها و أحترامها.
عَمِلَ كأسـتشـاري تخدير أول و رئيس قسـم التخدير و مسـؤول صالات العمليات في مسـتشـفى المسـتنصرية الأهلى في منطقة الوزيرية في بغداد لمدة ستة عشـر عاماً (16 سـنة) للفترة من 1 كانون الثاني (يناير) 1990 ولغاية 30 تشـرين الأول (أوكتوبر) 2006.
ومن الجدير بالذكر أنَهُ كان لوالدي تصرف شـخصي يُشـبه العُرف أو التقليد أو ممكن أن نسـميه أخلاقيات المهنه وأصولها في المسـتشـفيات الأهلية التي عمل بها .. أنه لا يأخُذ أجوره من كل من ينتسـب الى العائلة الآلوسـية أو من زملائه من ذوي المهن الطبية وعوائلهم وحتّى أصدقائهم و معارفهم.. وكذلك الحال ممن كانت حالتهم المادية ضعيفة أو فقيرة من المحتاجين والمتعففين.. ومن موظفي المسـتشـفيات من طاقم التمريض والفنيين والعاملين فيها..وكان يُبّلِغ المُحاسِـب في هذهِ المسـتشـفيات ان يقوم تلقائياً بألغاء أجوره وبدون الرجوع أِليهِ وذلك أحترماً وتقديراً منه لهم.. وتقديسـاً و أكراماً لمهنتهِ الأنسـانية وألتزامهِ بالهدف الأسـمى ألّا وهو ممارسـة و مزاولة مهنة الطب في سـبيل خدمة الناس وتوفير الرعاية الصحية بأفضل صورها وبعيداً كل البُعد عن الكَسـب المادي او المُتجارة بالمهنه.
وهناك موقف حصل أثناء عملهِ في مسـتشـفى المسـتنصرية الأهلي في منطقة الوزيرية في بغداد.. أنه في أحد الأيام وأثناء عمله مع الدكتور الاســتاذ هادي السّـباك لأجراء عملية لسـيدة.. رأى والدي أن أسـتاذه يتحدث بود الى هذه السـيدة فأعتقد انها واحدة من اقاربه او الأصدقاء المقربين .. فسـأله والدي من تكون هذهِ السـيدة الفاضلة؟؟ فأجابهُ الدكتور هادي السّـباك أنها من أقارب الدكتور الأســتاذ صائب شـوكت (وهو من الرعيل الأول من أطباء العراق ولهُ دور كبير في تأسـسيس كلية الطب في العراق) فتقديراً لكليهما (الدكتور صائب والدكتور هادي) فلم يأخُذ والدي أجورهِ في العملية.. وبعد أيام جاءت سـيدة الى المسـتشـفى تَطلُب رؤية والدي وبعد أن ذهب والدي لرؤيتها عَرِفَ أَنّها والدة المريضه التي تم أجراء العملية لها.. وطلبت منه معرفة سـبب عدم أخذهِ لأجورهِ مع العلم أن حالتهم ميسـورة وقادرين على الدفع!! فكان رد والدي :”أِكراماً لطبيعة العلاقة التي تجمعهم مع أســتاذهِ هادي السّـباك وبالدرجة الأولى أكراماً للدكتور الأســتاذ المرحوم صائب شـوكت لِما لهُ من فضل على الطبابه في العراق والأطباء”.. فأدمعت عيناها وطلبت منه قبول هدية منها، فَرَفَض والدي.. وبعد أن أصرت تبيَّنَ أن الهديه هي عبارة عن سـندي (الكريب فروت) قطفتهُ من حديقتها.. فقتقبلها والدي.
أثناء خدمتهِ العسـكرية وبعد عودتهِ من أنكلترا شـارك كمتوطع في تدريس وتدريب والأشـتراك في الأمتحانات للأطباء العسـكريين والمدنيين للحصول على شـهادة دبلوم التخدير (والمعادلة لشـهادة الماجسـتير) من جامعة بغداد منذ عام 1978 ولغاية 2001، مع تدريس مادة الفسـلجة لطلبة البورد في الجراحة العامة في الهيئة العُليا للأختصاصات الطبية للأطباء العسـكريين في مسـتشـفى الرشـيد العسـكري.
في عام 1993-1994 تم أفتتاح الدورة الأولى في دراسة البورد للتخدير في الهيئة العليا للأختصاصات الطبية، وكان الدكتور وجيه الآلوسـي عضواً للهيئة التدريسـية فيها ولغاية حزيران 2006 كمتطّوع.. أشـرف على أطروحات العديد من الخريجين لشـهادة البورد العراقي في التخدير و شـارك في لجان مناقشـة أطروحات جميع الخريجين لدراسـة بورد التخدير العراقي و ترأس العديد منها منذ عام 1997 ولغاية حزيران 2006، وهي الشـهادة المعادلة لشـهادة الدكتوراه.
في حزيران 2004 صدر أمر وزاري من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (مع العلم أنه كان طبيب عسـكري متقاعد ومتطّوع للتدريس والتدريب والأشـراف ومُمتَحِن) بأن يكون رئيسـاً للجنة العلمية المُشـرفة على دراسـة التخدير في الهيئة العراقية للأختصاصات الطبية ولغاية حزيران 2006. حينها تم محاربتهم هو ومن معه من الأسـاتذه الافاضل من قبل رئيس الهيئة وكانوا سـبعة أسـاتذه من حملة أعلى شـهادة في الأختصاص، سـتة منّهم تقدموا بأسـتقالتهم وبقي واحد.. وكان هذا نوع من التخريب المتعًمد للوطن.
سـافر الى الامارات العربية المتحدة في آذار 2007 بعد ان تم تهديده بالخطف أثناء موجة أختطاف الأطباء والعلماء التي حصلت في الأعوام 2006-2007.. و شـغل المناصب التالية:
- أسـتشـاري تخدير أول و رئيس قسـم التخدير ومسـؤول صالات العمليات في مسـتشـفى الزهراء الخاص في الشـارقة من 6 آيار (مايس) 2007 ولغاية 31 كانون الأول (ديسـمبر) 2012.
- بعدها و بناءً على طلبه قدم طلباً لقبول أسـتقالتهِ من رئاسـة القسم ومسـؤولية صالات العمليات وبقي كأسـتشـاري تخدير أول في مسـتشـفى الزهراء الخاص في الشـارقة من 1 كانون الثاني (يناير)2013 ولغاية 23 أيلول (سـبتمبر) 2016.
- ولا يزال وهو في سن السـابعة والسـتين يمارس مهنته كأسـتشـاري تخدير أول في مسـتشـفى أوريانا الخاص في الشـارقة منذ 26 تشـرين الثاني (نوفمبر) 2016 ولغاية يومنا هذا و بنفس الأخلاص والتفاني والحب والشـغف لمهنتهَ ومرضاه.
نشـر عدد من البحوث العلمية في المجلات الطبية العراقية و العربية.. و ألَّفَ كرّاس للطبابة العسـكرية عن أسـعافات الأصابات الشـديدة والمتعددة في الحرب أثناء الحرب العراقية الأيرانية.
- عضو نقابة الأطباء العراقية من عام 1968 ولحد الآن.
- عضو جمعية أطباء التخدير والأنعاش العراقية من عام 1977 ورئيس اللجنة العلمية فيها ولغاية 2004.
- نائب رئيس جمعية اطباء التخدير والأنعاش العراقية من نيسان 2001 لغاية نيسان 2004.
- رئيس جمعية أطباء التخدير والأنعاش العراقية من نيسان 2004 الى آيار (مايس) 2013.
- عضو جمعية أطباء التخدير والأنعاش والألم العربية من 2001 ولحد الآن.
- عضو ورئيـس اللجنة العلمية و رئيـس قسـم التخدير في الجمعية العراقية العالمية في الأمارات العربية المتحدة.
هذا هو الدكتور وجيه الآلوسـي.. هذا هو والدي في سـطور مختصرة عن مسـيرة خمسـين عاماً من الكفاح والنضال والعطاء والتفاني في مهنته وفي حب وطنهِ وعائلتهَ.. أدامك الله وأطال في عمرك ومنحك الصحة والعافية وتبقى رمزاً من رموز بلدنا وعَلَماً من أعلامها ومصدراً لفخري ورفعت رأسـي وسـعادتي









