احمد طاهر.
الأسبوع الماضي كنت استمع الى برنامج حواري عن السلوكيات في قيادة السيارات والدراجات في شوارع لندن وكالعادة يستقبل البرنامج المشاركات لاعطاء وجهات النظر المختلفة سواء ايجابية او سلبية.
احدى المداخلات كانت لسيدة اسمها ريبيكا وهي من عشاق ركوب الدراجات الهوائية. تعرضت ريبيكا لحادث سير مروع قبل ثلاث سنوات عندما كانت تقود دراجتها ولم تتعافى بشكل كامل الا بعد سنتين من حصول الحادث.
تقول هذه السيدة انها لم تتصل لكي تحكي عن الحادث الاليم الذي تعرضت له فقط لكن السبب الرئيسي هو صدمتها لدرجة اللامبالاة لدى الماريين وهي ملقاة على قارعة الطريق نتيجة ذلك الحادث. الذين يقودون سياراتهم وكأن الامر طبيعي يمرون ببطأ وكأنه شيئا لم يكن او الافظع المشاة على الرصيف الذين كانوا يتفرجون ثم يمرون من امامها بدون ان يعرض احدهم المساعدة او الاسعاف او حتى بسؤال.
اختتمت ريبيكا مداخلتها بالقول انها عاشت لفترات طويلة في باريس وامستردام لكنها لم تشعر بخيبة الامل مثل تلك عند تعرضها لحادث السير في لندن. كرد فعل من جراء الحادث قررت هذه السيدة ان لاتقود الدراجة من جديد او حتى السيارة باي طريقة كانت، والى يومنا هذا.
وانا اسمع مداخلة هذه السيدة تذكرت فجأة الفديو الذي انتشر قبل اسبوع او اثنين على صفحات التواصل الاجتماعي عن حادث سقوط سيارة من اعلى احدى الجسور في مدينة النجف الاشرف.
تجمع اهل الغيرة من كل صوب، صغارا وكبارا، رجالا ونساءا، وحتى شيوخ. اول شئ عملوه هو تعديل السيارة المقلوبة والمهشمة وبعدها بدأت محاولات جبارة لتقطيع السيارة بايديهم… نعم بايديهم حاولوا عمل فتحات يستطيعون اخراج السائق المصاب ونجحوا ثم نقلوه الى سيارة الاسعاف الواقفة على الجانب الاخر من الشارع.
المشهد ليس بغريب على اهل الغيرة التي لم تمت. هذه في صلب ثقافتنا وتربيتنا وحضارتنا نحن العراقيين… مهما مر الزمن … مهما ظلمنا الزمن ومهما حاول البعض تغيير الواقع.
بنفس الصورة اراكم ياعراقيين … باستطاعتكم ان تعدلوا وضع البلد وتقلبوه للاحسن وان تنقذوا مستقبلكم ومستقبل اولادكم.
بلدنا بعده بخير