في ايام المستنصرية كنت اكتب اشعاري على السبورة لتقرأها الحبيبة، فادّعت احداهن أني أقصدها بأشعاري فجاءها الرد:
******
طفلةٌ أنتِ فاهدئي أو فثوري
كلُّ ما فيكِ لا يثيرُ شعوري
انتِ لولا جمالُ وجهكِ هذا
كنتِ قبراً يسيرُ بين القبورِ
أنتِ قشرُ الحياةِ واللبُّ عندي
فلماذا أسيرُ خلف القشورِ
أنتِ ما زلتِ مثل طيرٍ صغيرٍ
أزغب الريشِ فاحذري أن تطيري
لا ترومي التحليقَ نحو سمائي
فسمائي مليئةٌ بالنسورِ
كلُّ نسرٍ يكادُ خفقُ جناحيهِ
يصيبُ الجبالَ بالتدميرِ
أنتِ طورٌ من الغرورِ ولكنْ
كلُّ ما فيكِ قطرةٌ من غروري
سوف يغدو وسوف تغدين دكّاً
لو تجلّيتُ فوق هذا الطورِ
لا يغرنّكِ الهدوءُ بعينيَّ
فإنّ البركانَ تحت صخوري
فيَّ ما فيَّ من ذكاءٍ شديدٍ
وغباءٍ وعفّةٍ وفجورِ
بيْدَ أني إنْ يفتح الحبُّ سوقاً
للجميلاتِ لا أبيعُ ضميري
أنا نارٌ وأنتِ في الحبِّ ثلجٌ
ستذوبين إن دخلتِ سعيري
أنا سِفْرٌ وأنتِ حرفُ هجاءٍ
ربما تختفينَ بين سطوري
أنا بحرٌ وأنتِ نهرٌ صغيرٌ
سيضيعُ الخريرُ بين الهديرِ
هذه قمتي فلا تقربيها
قُربَكِ السفْحُ فاقنعي بالمصيرِ
*******
الشاعر محمد المنصوري