مستنصرية.. يا مستنصريت العشگ .. يا أختياري الأول والثاني والثالث و.. و.. و.. والعاشر في قائمة أختيار الجامعات بعد التخرج من السادس الأعدادي.
مستنصرية.. يا مستنصريت الذكريات والأيام الحلوة.. أيام راحة البال والضحكة الصافية من الگلب وأول بدايات العشگ والحب والمشاعر الحلوة.. يا بداية صداقات دامت لأكثر من خمسة وعشرين سنة وياربي تضل للدوم.
أحن وأشتاق لكل ركن بيها.. لشعور الدخول من البوابة الرئيسية.. للمشي بالممر الطويل الى أن اوصل القسم.. لسنتر العلوم.. لكانتين أبو خالد اللي بسنتر العلوم والأغاني اللي چان يشغلها لهيثم يوسف ولرائد جورج وعادل عكلة وعبد الحليم وأم كلثوم وغيرهم الكثير .. وسماع بث اذاعة FM وصوت شميم رسام من الراديو اللي بالكانتين من الصبح الى أن ينتهي الدوام.. وأذا احد من الطلبة او الطالبات چان عدهم كاسيت وبي أغاني معينة ويريدون يوصلون رسالة معينة لأحدهم او يلقتون أنتباه أحد معين فما عليهم إلا ينطون الكاسيت لأبو خالد وهو يتولى المهمة.
أحن وأشتاق لريحة الجاي الصبح وريحة الگهوه.. أحن وأشتاق لدوي صوت الطلبة بأيام الشتا الباردة واحنه كلنا ملمومين ومجتمعين حوالين الكانتين ونحاول ندفى من تيارات الهوى البارد اللي تطلع من بين الفراغات الموجودة بين الحياطين وكوابة الجاي والكهوة بأيدينا.
أحن وأشتاق ليوم الثلاثاء وخصوصاً الساعة 12الظهر )أجتماع الساعة الحزبية( اللي بيها چان كل طلاب وطالبات كليات الأداب والعلوم والتربية وبمختلف أقسامهم يلتمون ويلتقون بسناتر الجامعه.. سنترالتربية.. سنتر الأداب.. وسنتر العلوم اللي لسببٍ او لآخر چان اله مكانه خاصة وأغلبية طلاب وطالبات قسم الترجمة والأنكليزي بالأخص وطلاب العلوم يتجمعون بي !! يمكن لأنه چان نقطة الألتقاء بين الكليات الثلاثة والرابط بينهم !! يمكن لوجود كانتين أبو خالد !! يمكن لأطلالته على الحديقة الكبيرة اللي چانت خلف القاعات الكبيرة التابعة لكلية التربية !! ما أعرف السبب بالضبط ولكنه جان نقطة التجمع الأكبر والاشهر.
أحن وأشتاق لدرس الثقافة الوطنية في نهاية اليوم بس ما اتذكر في اي يوم چان بالضبط وهذا الأشتياق والحنين مو لدرس الثقافة نفسه.. لا لا ابداً، بس للحالة اللي چنت بيها في أول محاضرة وأني كاعدة بالسرة الأخير فتحت الشباك الكبير للقاعة اللي يطل على حديقة سنتر العلوم بسبب الحر وأول مرة أسمع أم كلثوم في حياتي وبأغنية “أنت عمري” وأتذكر لحد هذا اليوم الشعور والأحساس بالدهشه والروعة والجمال اللي حسيت بي من سمعت الأغنية وصرت في عالم آخر تماماً ومفصولة بالكامل الى أن سمعت صوت أستاذ محمد السامرائي ينادي عليه ويطالب بعودتي الى العالم الحقيقي ههههههههه… ومن يومها بدأت رحلتي مع أغاني أم كلثوم وعشقي لها.. ومن هذاك اليوم صار مقرر ودستور أنه كلما يكون عدنا درس ثقافة أتفق مع أبو خالد أنه من أفتح شباك القاعة فهذه أشارة حتى يشغل أغنية من أغاني كوكب الشرق ويعلي الصوت على الآخر واعيش وانتعش.
أحن وأشتاق للفستق عبيد الحار المحمص واللبلبي الحار بالحامض والشطة بأيام الشتا الباردة اللي چانوا يبيعوه خارج ابواب الجامعة وتحديداً على الرصيف يمين سور الجامعة من نطلع من البوابة الرئيسية وچنت أتعنى مخصوص يوميه وأمشي الممر الطويل حتى أستمتع بألذ وأطيب وأشهى كاسة لبلبيأدفي بالشتا وفستق العبيد اللي جنت اشتري وأحطة بجيوب السترة وأتحول الى مستودع للفستق عبيد بالنسبة لجماعتي المقربين.
أحن وأشتاق لقاعات الدراسة وصدى صوت الأساتذة وهمه يشرحولنه المواد وضحكنا بيناتنا من الأستاذ يغلط بكلمة او واحد من الطلبة يذب تعليق او حچاية تضحك.. وياما كتبنا اسامينا على المصطبات وكتبنا ذكريات ما أعرف أذا چانت بعدها أو انمسحت وصارت بمكانها أسماء وذكريات جديدة.
أحن وأشتاق للزي الرسمي للبنات التنورة أما رصاصي او نيلي أو اسود والقميص لازم ابيض والسترة اوالچاكيت رصاصي او نيلي او اسود وللولد البنطرون رصاصي او نيلي او اسود والقميص كذلك لازم ابيض والسترة او الچاكيت رصاصي او نيلي او اسود.. الله الله الله، شكد چان شكل الطلاب أنيق ومرتب ومميز وحلو .الكل متساويين وماكو فرق بين غني وفقير.. بين عربي وكردي.. بين عراقي وعربي.. بين مسلم ومسيحي وصابئي وأزيدي.. كلنا لابسين نفس الألوان وحتى چان اكو الزي الرسمي اللي توفرة الجامعة للطلبة وبأسعار رمزية.. كلنا متعايشين مع بعض بحب وأحترام وتجمعنا علاقات صداقة وأخوة وماكو لا طائفية ولاعنصرية.
گضيت أحلى أربع سنين من عمري في أحضان مستنصريتي وهالكد ماچنت أحبها گضيت الأربع سنوات أني دور ثاني، مو لأنه كسلانه او فهمي ضعيف !! لا بالعكس.. بس حتّى اكدر اروحلها بالصيف وأستمتع وأعيش اجوائها وأشوف الأصدقاء ونبقى على تواصل…. ولو يرجع الوگت ويخيروني أن أدخل جامعه ثانية.. فراح أرجع وأختار المستنصرية وأعيش سنواتها مثل ماعشتها بالحرف والملّي لأنه كل التجارب اللي مريت بيها بحلوها ومرها علمتني وقوتني وصقلت شخصيتي وكونتها وخلتني الأنسانة اللي اني عليها اليوم.
تبقين يا مستنصريتي بالگلب.. وتبقى الچ مكانة ومعزة وغلاة وقيمة.. ويبقى گلبي ينبض وأجر نفس عميق من أسمع أسمج وأشوف صورج وأقرى خبرعنچ اوأسمع بأنجاز كبير لواحد من طلبتج او أمر من يمج.
كل سنة وكل عام تبقين منبر للعلم والمعرفة وتخرجين أجيال وأجيال ويبقى أسمج من أهم وأحلى وأغلى الأسماء بين جامعات بلادي..
مستنصريتي أحبك
*********************
زينة الالوسي