بقلم إسراء حسون.
عندما بدأت بالبحث عن معلومات عن عالم من علماء العراق يستحق ان يكون معروفا للقاصي والداني وان يكون اسمه علما في سماء العراق تفاجأت اني لم اجد عنه سوى معلومات متواضعة جدا جدا لاتزيد عن مقالتين تكاد ان تكونا متطابقتين وحقيقة حزنت ان هكذا عقل وهكذا شخصية علمية يكاد لايعرفه احد ولم يسمع باسمه الا عدد قليل من ابناء وطنه.
ولادته، نشأته ودراسته:
ولد حمزة خضير عباس الدجيلي في مدينة المسيب، محافظة بابل عام 1937 من عائلة متوسطة الدخل كان لها الاثر الكبير في دعمه وتشجيعه لاكمال دراسته بعد وفاة والده المبكرة وتركهم يعانون شظف العيش. اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينته المسيب ثم انتقل بعدها الى بغداد ليكمل دراسته الاعدادية ومن ثم الجامعية.
نال شهادة البكالوريوس في الفيزياء بدرجة الشرف في عام 1962وبعد تخرجه عمل مدرس على ملاك التعليم الثانوي للأعوام 1962-1969حيث درس مادتي الفيزياء والرياضيات.
الا ان طموحه لم يتوقف هنا فألتحق بعدها بالبعثة العلمية ليحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة النووية (فيزياء المفاعلات النووية) من جامعات الولايات المتحدة الامريكية.
حصل على شهادة الماجستير من جامعة ولاية كنساس/ كلية الهندسة- قسم الهندسة النووية عام 1972.
وثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ولاية ايوا/ قسم الهندسة النووية عام 1975 عن اطروحته الموسومة ( صياغة وتحليل المقاربة النهائية للمرحلة التاسعة لمعادلة الاختلاف في الهندسة الاسطوانية), التي حل من خلالها اشكالية كانت عالقة منذ الاربعينات وكان هذا بحد ذاته يعد انجازا كبيرا في ذلك الوقت.
اهم اعماله وانجازاته:
بعد عودته الى العراق تم تعيين البروفسور حمزة الدجيلي في منظمة الطاقة الذرية كباحث علمي في الطاقة الذرية العراقية / معهد البحوث النووية , بدرجة وظيفية رئيس مهندسين للاعوام 1975-1999.
بالرغم من توجهه العلمي البحت الا انه كان يهوى الشعر والادب وشغوف بقراءة رباعيات الخيام وابي العلاء المعري وشعراء المهجر
ساهم البروفسور الراحل حمزة الدجيلي في الكثير من اللجان والمنظمات التي كان هدفها تطوير المجال الفيزيائي والذري والنووي في العراق. نذكر منها:
– تأسيس شعبة الحسابات في فيزياء المفاعلات واستكمال بناء شعبة الدراسات الجامعية في قسم التدريب. هناك قام بعديد من النشاطات والمبادرات تتنوعت بين الاشراف والدعم والادارة لدراسات المفاعلات الذرية. نذكر منها:
– تحليل العمليات الفيزياوية والنيوترونية من خلال حسابات خلايا الوقود النووي ومرفقاته، حسابات التوزيع النيوتروني في أجزاء القلب، الحسابات المتعلقة بالدروع الواقية لتحديد كميات الجرع الإشعاعية للإشعاعات المؤينة المختلفة وكذلك الحسابات المتعلقة بدراسة حركة المفاعل عن طريق التغذية العكسية وغيرها من العمليات الفيزياوية والذرية.
– اعداد وتهيئة المتقدمين للعمل ومن تم قبولهم لتتناسب والمتطلبات والشروط المنصوص عليها كجزء من خطة التطوير والمحافظة على الجودة
– الإشراف شخصيا على إعداد برامج كمبيوتر خاصة بطبيعة العمل وتوزيعها على فروع المنظمة مع وضع مناهج التدريب الخاصة .
– المساهمة في رسم سياسة الدراسات العليا في المنظمة وتنفيذها في جامعات العراق من ضمنها بحث امكانية فتح صفوف دراسية لحساب المنظمة في الاختصاصات المتنوعة على مستوى القطر .
ترأس اللجنة المركزية للسلامة المهنية لمدة 7 سنوات في الثمانينات من القرن الماضي، حيث:
– وضع الهيكل الإداري للجنة المركزية للسلامة المهنية في المنظمة وفروعه .
– الاشراف المباشر على انتخاب أعضاء اللجنة بفروعها جميعا وتوفير التدريب اللازم لهم.
– دعم التوعية بين منتسبي اللجنة فيما يخص اهمية الإسعافات الأولية والحرائق وغيرها ودعمها بفعاليات ميدانية حقيقية.
تفسير القرآن ونظرية الظل
اهتم وبمتعة كبيرة في تفسير القران علميا من ذلك انتباهته الى حساب سرعة الضوء من خلال سورة الملك ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾، وكذلك من قوله تعالى في سورة السجدة
﴿ يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ﴾
. حيث ثبت علميا ماتوصل اليه حمزة الدجيلي عام 1981 وما اعلن عنه لاحقا في المؤتمر الدولي للمعايير المنعقد في باريس عام 1983 عن التوصل لقياس سرعة الضوء في القران الكريم وكما يلي:
وكما يأتي :
لما كانت سرعة جسم = المسافة / الزمن .
زمن يوم ارضي= 86164.09966 ثانية
ألف سنة مما تعدون – الحساب باعتماد القمر = مقدار الف سنة من مسيرة القمر = 12000 دورة قمرية
وهي المسافة التي يقطعها القمر في أوربت منعزل.
= 12000 × متوسط سرعة القمر المدارية × شهر قمري
= 12000 ×368207× 0. 89157×655. 7198395
أذن المسافة = 25.83134723 بليون كم
تقسم المسافة 25.83134723 كم على الزمن 86164.09966 ثانية فتكون سرعة الضوء = 299792.458 كم/ثانية
وهو الرقم 300000 كم/ ثانية نفسه الذي توصل اليه العلماء
كما وسبق ان اذيع من لندن في عام 1975 خبر عن اكتشافه نظرية تقول ان للظل وزن. تلك النظرية لايزال سرها مفقودا ولاتوجد اي معلومات عنها ليومنا هذا.
البحوث والمشاريع العلمية :-
أنجز حمزة الدجيلي عدد تجاوز الثلاثين بحثا ودراسة في مجالات الهندسة النووية وتكنولوجيا المفاعلات بعضها نشر في مجلات علمية عراقية ومنها ماتم نشره في صحف ودراسات عربية وعالمية .
كما شارك في العديد من الحلقات الدراسية والندوات العلمية والمؤتمرات العلمية محليا وعالميا نذكر منها:
– المساهمة في نشاط الهيئة العربية للطاقة الذرية خبيراً في مجال المفاعلات النووية كمصدر للطاقة في تحلية مياه البحر.
– تكليف رسمي بتقييم كتاب “الوقاية من الإشعاع ” للسيد قصي رشيد .
– تدقيق كتاب مسابقة رئاسة الديوان “الذرة” للسادة د. موسى الجنابي ، د.سعد القريشي ، د.رياض.
– ترجمة الكتاب العلمي الشهير “دليل المفاعلات النووية”. بعد وفاته وبجهود موظفي الطاقة الذرية العراقية تم طبع ونشر الكتاب الآخر” طاقة الاندماج “.
بالاضافة الى المشاركة والاشراف على العديد من اللجان الامتحانيه لطلبة الدراسات العليا(الماجستير والدكتوراه).
وفاته
في نهاية عام 1998 اصيب حمزة الدجيلي بسرطان الكلى وخسر معركته مع المرض بعد شهرين لينتقل بعدها الى جوار ربه في عام 1999.
بقلم إسراء حسون.