دليل الشهر الفضيل لذوي النوايا الحسنة ولكنهم لا يملكون أدنى فكرة
بقلم شهاب خان.
ترجمة أحمد طاهر.
يراقب المسلمون في جميع أنحاء العالم شهر رمضان، شهر التأمل وشهر الصيام الذي يحين موعده في كل عام، وعلى هذا الأساس يتساءل الكثيرون عن التفاصيل المتشعبة والمتشابكة جداً خلال تلك الفترة.
هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، في رمضان يحتفل المسلمون بذكرى نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهو لحظة تكريم وتنقية للنفس البشرية عن طريق الامتناع عن الطعام والماء والسجائر والنشاط الجنسي خلال ساعات النهار.
لكن بالنسبة للمسلمين البريطانيين، فإن رمضان يعني أيضاً تحمل طرح نفس الأسئلة المزعجة عن الصيام عليهم من قبل الأصدقاء والزملاء وبحسن نية لجهلهم وليس لاي سبب أخر
بالنسبة لغير المسلمين فان لديهم موهبة خارقة للتفاعل بشكل خاشع عندما يسمعون أن شخصًا ما يجلس بجانبهم صائمًا, ويميلون إلى الإفراط في الاعتذار عن التصرفات والدعابات التي هم في الواقع لم يرتكبوها، مما يزيد الطين بلة, بينما كل ما احتاجوا القيام به هو هدوء الأعصاب والأسترخاء عند حصول مثل هذا الموقف.
من هذا المنطلق قرر شهاب خان من مؤسسة الإندبندنت، أن يوضح من خلال هذه المقالة بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة.
فلماذا يبدأ رمضان في موعد مختلف كل عام؟
التقويم الإسلامي) الهجري( هو 11 يومًا أقصر من التقويم الغريغوري )الميلادي(، ولذلك فإن تاريخ أول يوم من شهر رمضان يتغير كل عام.
ويتم تحديد تاريخ بداية ونهاية شهر رمضان (الذي يصادف الاحتفال بالعيد) من خلال رؤية القمر.
كيف تعرف متى موعد غروب الشمس؟
أفضل طريقة للمسلمين للتحقق من التوقيت الدقيق هو مع مسجدهم المحلي . أو …كما تعلم… ابحث على Google. وستجد الجواب
لنضع المزح جانبا ، في الواقع هو سؤال جيد. موعد غروب الشمس هامشي في جميع أنحاء البلاد: دقيقة واحدة في نيوكاسل تفصل عن مدينة سندرلاند وهناك نصف ساعة اختلاف بين لندن و أدنبره.
هذا أمر مهم لأن حتى لو كان كسر الصيام دقيقة واحدة مبكرة عن الوقت المحدد فأن ذلك قد يجعل صوم اليوم غير محسوب ، لذلك من المهم جداً للعائلات الجائعة أن تعد الوقت الصحيح للافطار بدقة .
ألا توجد مخاطر صحية يجب وضعها في الاعتبار؟
ليس من المفترض أن يعيق الصوم صحتك ، لذلك لا يتوقع أن يلتزم به أي شخص يعاني من حالة طبية تم تشخيصها في الماضي والتي ممكن ومن المحتمل أن يتأثر صاحبها نتيجة للصيام.
ولهذا السبب ، لا يُشترط الصيام على الأطفال ، أو أولئك الذين يتناولون الأدوية ، أو العجزة والمسنين ، أو الحوامل ، أو السيدات ممن لديهن الدورة الشهرية
لكن هذا يعني أنه لا يمكنك تناول الطعام على الإطلاق؟
ليس بين ساعات الشروق والغروب ، لا يا سيدي.
ماذا؟ حقا؟ طوال اليوم؟
نعم طوال اليوم لاشىء على الاطلاق… نهائياً… صفر… فقط استنشق الأوكسجين العذب
ولكن هذا معناه يجب أن تجهز مأدبة ضخمة مسبقا ، أليس كذلك؟
من الشائع أن المسلمين اعتادوا على تجهيز أنفسهم بجلسات وداعية حميمية لأطباقهم المفضلة قبل بداية شهر رمضان، ولكن بعد ذلك ، فإن الأمر يختلف من شخص إلى أخر.
البعض يفضل الحساء والسلطة والتمر بينما البعض الآخر يميل إلى المعجنات المحشية والكباب.
أولئك الذين ينغمسون في التجهيز والانقضاض على وجبة فيها كل مالذ وطاب فانهم من حيث لايدرون يستعدون لنوبة أسوأ من الجوع في اليوم التالي، لذلك يفضل الكثيرون تناول الطعام باعتدال.
اضافة إلى ذلك، تناول الأطعمة الساخنة والمتبلة أو المالحة غير جيد وله نتائج عكسية لان هذه الوجبات تسبب حالة جفاف شديد للجسم، وخاصة أنه لايمكن شرب الماء في اليوم التالي …
ماذا؟ لا يمكنك حتى شرب الماء؟
هذه هي الفكرة.
لا تشعر بالعطش؟
نعم بالفعل…
هل يمكنني تناول الطعام أمامك؟
بالتأكيد لا… هناك مفهوم شبه راسخ لدى الجميع بأن جميع الناس من غير المسلمين يجب أن يمتنعوا عن الأكل عندما يكونوا بصحبة مسلم صائم.
العمل عكس ذلك يعتبر بطريقة أو بأخرى اهانة كبيرة للغاية وتنم عن عدم الأحساس واللياقة إيضاً
حقا؟
نعم بالتأكيد. في كل مرة يتناول غير المسلم الطعام في رمضان ، يموت ملاك من ملائكة السماء من الحزن, ثم تشب النار فيه كليا.
هل تفريش أسنانك مسموح؟
هذه مشكلة خلافية، لكن البعض يقول إن لم تكن لديك نية لافتراس أنبوب ال- Colgate مباشرة، فلا بأس.
بعض المسلمين يشعرون بعدم الارتياح إزاء هذه الممارسة ويفضلون الاستغناء عن تفريش الأسنان باستخدام مسواك ذات ألياف ناعمة.
يمكنك ابتلاع اللعاب الخاص بك؟
لا تكن سخيفاً!!
ماذا عن الكحول؟
أنظر الأجوبة السابقة
على الأقل ستفقد وزنك ، صحيح؟
على المدى القصير ، نعم ، قد تفعل ، اعتمادا على كمية الطعام التي تستهلكها في المساء.
ولكن بالنظر إلى أن عملية التمثيل الغذائي بالجسم (أو ما تسمى بالأيْض) تتكيف بسرعة مع السعرات الحرارية المستهلكة، فانك سوف تعود إلى الوزن السابق بسرعة بعد حين وخاصة عندما تعود إلى نظامك الغذائي المعتاد.
أصدقك القول, ليس الهدف الرئيسي من هذه الشعائر المهيبة أن تسعى إلى ان تكون محط انظار الجميع على شاطئ البحر. الهدف الحقيقي هو التقرب إلى الله ، وهو إيضاً إعادة تقييم نفسك كمسلم.