بقلم أحمد طاهر
كان العراقيون مساء أمس على موعد مع أطول ظاهرة خسوف للقمر يشهدها البشر عموماً في القرن الحادى والعشرين وتعتبر أطول فترة للخسوف الكلى خلال الـ100 عام الماضية. حسب العلماء والمراقبين فان فترة الخسوف الكلى هي ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن هناك خسوف جزئى ما قبل ومابعد الخسوف الكلي وهذا يعنى أن مجموع الوقت الكلي للخسوف هو 3 ساعات و54 دقيقة تقريباً. كنتيجة لمرور القمر تحت ظل الارض تحدث ظاهرة ماتسمى بالقمر الأحمر أو يسمى القمر الدموى و هو نتيجة تحول لون القمر إلى الأحمر. أسباب هذه الظاهرة لأن نور الشمس يمر بالغلاف الجوى لكوكب الأرض ومنه إلى الى القمر لذلك يتحول إلى اللون الأحمر بالشكل نفسه عندما يتلون قرص الشمس باللون الأحمر عند ساعات الغروب.
الأمر الأخر الملفت للنظر هو وجود نجمة ساطعة جداً بجانب القمر. هذا هو كوكب المريخ ويظهر هكذا لانه اليوم هو في أقرب نقطة من كوكب الأرض.
الجدير بالذكر أن القدماء كانوا يعتبرون هذه الظاهرة بمثابة اشارات بلاء من العالم الآخر أو علامة على كارثة طبيعية قادمة كالزلازل والبراكين، وهناك من يعتقد أنها من علامات نهاية العالم. أول المصادر التي ذكرت الخسوف كانت من قبل الصينيين قبل حوالي الف سنة قبل الميلاد. وكانت بالنسبة لهم الاشارة الروحانية لملكهم ان الوقت قد حان للانقضاض على غريمه الملك المنافس. كذلك كان اليونانيون القدماء يعتبرون الخسوف شؤم لهم كونه صادف في نفس اليوم الذي تكبد جيش اثينا خسائر كبيرة في جزيرة صقلية على يد اهل تلك الجزيرة – الحقيقة هي أن انتشار المرض بين الجنود بشكل كبير ماادى الى عدم قدرتهم على القتال بالصورة المطلوبة و الهزيمة. وهناك قصص اخرى مثل تلك التي حدثت في القرن الرابع عشر عندما ادعت امرأة في يوم الخسوف انها هي من قامت باخفاء القمر باستخدام السحر. لكن رئيس الاساقفة في مدينة كانتبري والذي كان عالم رياضيات ماهر وفيلسوف بالاضافة الى انه درس الفلك مع العرب واجهها وكشف زيفها إلى الملأ. أما المسلمين فعندما يحصل الخسوف (وكسوف الشمس) فانهم يقومون إلى الصلاة والدعاء والصدقة بهذه المناسبة، شأنها شأن صلاة العيد مثلاً، اخذين بقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذي أراد التاكيد أن هذه الظاهرة هي طبيعية وليست كما كان يعتقد الناس في الماضي، بقوله: ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا “.
الشكر الجزيل وكل المحبة والتقدير لكل من شارك بالصور والفيديو:
صورة الموضوع: محمد علاء الدين