قدّم السيد وزير الصحة والبيئة الدكتور علاء الدين العلوان استقالته إلى دولة رئيس الوزراء إعتبارا من يوم الخميس الموافق 12 أيلول / سبتمبر 2019 مُبيّناً الأسباب التي دعته إلى ذلك.
وزير الصحة يشرح أسباب استقالته:
الفساد ومقاومة التغيير وتشويه الحقائق
محسن حسين
اثارت استقالة وزير الصحة والبيئة د علاء العلوان التي أعلنت اليوم الكثير من التساؤلات عن أسبابها مما يستحق إلقاء نظرة عليها وعليه ومدى تأثيرها على الحكومة التي مضى على تشكيلها اقل من 11 شهرا.
حسب معلوماتي ان العلوان وهو من التكنوقراط في حكومة عادل عبد المهدي قدم استقالته الى رئيس الحكومة قبل أسبوع وبالتحديد يوم 8 ايلول طالبا الاستقالة اعتبارا من الخميس 12 ايلول
وكان قد سبق ان قدم استقالة رفضت في 19 شباط الماضي.
ويقول الدكتور علاء في كتاب استقالة مطبوعة من 4 صفحات انه كان (يعمل لاستكمال مسيرة الاصلاح واعادة بناء النظام الصحي ومحاربة الفساد الاداري الذي كان يستشري بمؤسسات الوزارة في ظل ظروف صعبة من قلة التمويل ومقاومة شرسة للتغيير.)
وذكر في كتاب الاستقالة انه (مايزال يتعرض لطيف واسع من هذه العقبات ومحاولات مرفوضة للابتزاز وحملات التضليل الإعلامي هدفها الاساءة وتشويه الحقائق والتي وصلت حدا يعيق عمل الوزارة.)
واختتم كتاب الاستقالة قائلا: ولذلك يؤسفني اشد الاسف ان أصل الى قناعة راسخة بعدم إمكانية الاستمرار في العمل في ظل هذه الظروف.
عرفت د علاء في تسعينات القرن الماضي كان جارا لنا في حي العدل ببغداد حيث كنت اسكن منذ عام 1975 قبل ان يترك العراق ليعمل في منظة الصحة العالمية في الاسكندرية ثم في جنيف. وكنا نستعين به في الحالات المرضية سواء في عيادته في الحارثية او في مستشفى اليرموك او احيانا في منزله وحسب ما شاهدته وعرفته في تلك القترة فانه كان طبيبا ناجحا يثق به المرضى.
وقبل ذلك الوقت كانت لي علاقة متينة مع والده د عبد الصاحب العلوان عندما صدرت صحيفة الجمهورية في الايام الاولى لثورة 14 تموز 1958 فقد اختاره رئيس التحرير د سعدون حمادي للعمل في تحرير المواضيع الاقتصادية ثم عرفته بعد سنوات وزيرا للاصلاح الزراعي في الحكومات التي شكلت في عهد الرئيس عبد السلام عارف ابتداء من عام 1964 وله شقيقان لطيف العلوان وكان رئيس المؤسسة العامة للتجهيزات الزراعية اما الشقيق الاخر محمد حسن العلوان الذي شغل منصب عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية، فقد اغتيل بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارته غرب بغداد عام 2011.
وللكتور علاء العلوان شقيقتان الاولى مديرة المركز الوطني الريادي لبحوث السرطان. أما الثانية فهي أستاذ مساعد في كلية الهندسة في جامعة بغداد
هذه العائلة كان كل افرادها اذكياء واذكر ان ابنة الدكتور علاء العلوان كانت من العشرة الاوائل المتفوقين في الدراسة الاعدادية اوائل التسعينات وقد حضرت الاحتفالية التي كنا نقيمها في مجلة الف باء كل عام وقدمت لها بنفسي هدية التفوق
والدكتور علاء العلوان مواليد 1949 شغل بعد عام 2003 منصب وزير التربية في الحكومة العراقية المؤقتة، ووزير الصحة في حكومة إياد علاوي. وشغل منصب وزير الصحة من جديد في حكومة عادل عبد المهدي يوم 25 تشرين الاول من العام الماضي 2018.
لديه شهادة بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الإسكندرية. وزمالة وعضوية في عدد من الكليات الطبية العالمية. مارس مهنة الطب في اسكتلندا وحصل على تدريب في الدراسات العليا والمؤهلات في المملكة المتحدة.
بعد عودته إلى العراق ، شغل العديد من المناصب الأكاديمية والطب السريري والصحة العامة. شغل منصب عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية من عام 1990-1992، ومدرس ومن ثم استاذ مساعد ورئيس قسم الطب الباطني في كلية الطب بالجامعة المستنصرية، وطبيب استشاري في مستشفى اليرموك التعليمي. .
كان المدير الاقليمي لإقليم الشرق الأوسط منتخباً من قبل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، والمدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية في جنيف وممثل المدير العام الصحي أثناء الأزمات والطوارئ الصحية،
كما ألف أكثر من 100 بحث ودراسة علمية في المجالات الوطنية والأقليمية والدولية.
الصورة: الصفحة الرسمية لوزير الصحة والبيئة الفيسبوك
للأسف خسره البلد مثل باقي الأشخاص الاكفاء من قبله.