القائمة إغلاق

مطعم صمد العراقي في لندن

في مطعم صمد العراقي يفتح الزائر قائمة الطعام (food menu) ليجد صفحتين متقابلتين، الصفحة الاولى فيها مجموعة من ابيات من الشعر بالعربية وترجمة الى الانكليزية. الابيات الاولى من قصيدة لشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري:

حيّيْتُ سفحكِ من بُعد فحييني

يا دجلة الخير يا أم البساتين

حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به

لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ

المجموعة الثانية من الابيات فهي للشاعر اسعد الغريري، والتي لحنها الفنان كاظم الساهر لاحقا في العام 2008 – وهي من القصيدة نفسها التي دار الحديث عنها مؤخرا ان تكون النشيد الوطني للعراق:

سلامٌ عليك على رافديك عراقَ القيم

فأنت مزارٌ وحصنٌ ودارٌ لكل النعم

هذا على الصفحة الاولى، اما على الصفحة المقابلة فيقرأ الزائر باللغتين العربية والانكليزية بضعة اسطر فيها حرص ادارة مطعم صمد العراقي (اضافة الى تقديم المأكولات العراقية الاصيلة) على ان يحتوي المطعم باجوائه على خصوصية معمارية عراقية بحتة في اجوائه، لاتتحدد بفترة زمنية محددة، وانما هي عرض متكامل لمزيج من التراث والتاريخ لحضارة تمتد الى الاف السنين.

هل نجح مطعم صمد العراقي في ذلك؟

يقع المطعم في واحدة من اجمل مناطق العاصمة لندن، وافتتاحه في نهاية كانون الثاني / يناير هذا العام يجعل منه الفرع السادس بعد بغداد، دبي (مطعمين)، كوالمبور في ماليزيا ومسقط في سلطنة عمان.

تحمل الرموز المنقوشة على الجداريات والتحف والمرسومة على اللوحات المنتشرة في كل زاوية من المطعم مشاهد مختلفة للحياة اليومية في العراق: الباصات الحمر ذات الطابقين تتوسط شارع مزدحم في بغداد، امرأة عراقية تحمل قارورة الماء، قبة القصر البغدادي وعلى جانبيها حمامتين، امواج نهر دجلة وطائر النورس يحلق فوقها، نساء يضعون السلال فرق رؤوسهن، منظر لمنارة سامراء الملوية، ولاتغفل ادارة المطعم في اكثر من جانب من ان تعرض رمز العراق الاوحد، النخلة. حتى في المرافق الصحية في المطعم فيها المغاسل على شكل ابريق ماء كبير.

العديد من النحاسيات المعروضة في المطعم تم صنعها خصيصا وجلبها من سوق الصفافير المشهور في وسط بغداد حسب بعض المصادر.

من معالم المطعم المميزة هي (زاوية المسگوف)، وهي عبارة عن مساحة ارضيتها من الرمل تتوسطها شعلة من النار وحولها يتم وضع السمكة بشكل دائري على اوتاد ليتم شويها بشكل مطابق تقريبا للطريقة التي اشتهر بها العراقيون على شارع ابو نواس المطل على ضفاف نهر دجلة في بغداد عندما كانوا ينصبون السمك باستخدام اعواد من الشجر لتثبيت السمكة امام النار المشتعلة – هذه الطريقة المتبعة تعود الى قرون مضت توارثها سكان بلاد مابين النهرين في وسط وجنوب العراق.

الخدمة في المطعم لاتقل جمالا ورقي عن اجواءه المتميزة.  العاملين هناك من رجال ونساء مجتهدين في تقديم خدمة ممتازة للزائر، من لحظة الاستقبال عند باب المطعم الى اللحظات الاخيرة من الزيارة. خصوصية وجبات الطعام في مطعم صمد العراقي لاتختلف عن تلك التي يقدمها في فروعه المختلفة بدول العالم الانفة الذكر. استطاع مطعم صمد العراقي من خلال اجوائه ووجباته التي يقدمها ان يترك عند الزائر شعور جميل بالنوستالجيا والحنين الى الوطن.

كل النجاح والتوفيق لمطعم صمد العراقي الذي استطاع وبكل جدارة ان ينقل التراث العراقي والمطبخ العراقي الى العالمية.

 

 

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: