منقول من مقابلة مع كبير الخطاطين يوسف ذنون يقول فيها:
-الكتابة العربية قديمة جدا، نشأت تقريبا في الألف الثاني قبل الميلاد، في شبه جزيرة طور سيناء عن طريق عمال مناجم الفيروز فيها، وهؤلاء العمال أصلهم من اليمن.
ومن هنا بدأ الانتشار لدى الكنعانيين، ثم تأكد انتشارها على نطاق أوسع لدى الفينيقيين، وهم كنعانيو الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط الذين قاموا بنشر هذه الكتابة فكانت الأبجدية.
وأخذت هذه الكتابة تتطور عند الجزريين وهم سكان شبه الجزيرة العربية، ومن هنا انتشرت في جميع أرجاء العالم القديم لتظهر على شكل كتابات أخرى مثل اليونانية القديمة والتي تمخضت عنها الكتابة الأوربية، وكذلك الكتابات الهندية وخاصة السنسكريتية والكتابات الفارسية القديمة، ويستثنى منها فقط الكتابات الصينية واليابانية لأن هذه الكتابات نشأت في بلاد خاصة بها ولازالت إلى حد الآن كتابات صورية ورمزية ومقطعية وليست بالأبجدية.
عودة إلى الفينيقية، فمنها نشأ الخط الجزري الثاني(الكتابة الآرامية)، وكان حظ هذه الكتابة من الانتشار أكثر من غيرها من الكتابات خاصة في المنطقة العربية، فعلى سبيل المثال فقد أخذت الكتابة الفارسية القديمة في زمن الأخمينيين، والسنسكريتية وكتابات الدويلات العربية التي نشأت قبل الإسلام، مثل التدمرية والنبطية والرهاوية التي نشأت منها السريانية والحضرية والمنسوبة إلى مدينة الحضر في جزيرة الفرات، والميسانية والمندائية وهي كتابة الصابئة، وكتابات أخرى معاصرة لها مثل العبرية الحالية (لأنها حافظت على نفسها من التغيير).
وفي الجانب الآخر من الكتابة العربية الجنوبية(الخط المسند)، ومنها الثمودية واللحيانية والصفوية هناك آراء مختلفة حول أقدميتها .
وطبعا الكتابة العربية تطورت بدورها بشكل كبير عن الأصل (السينائي) وصولاً إلى الحضرية والتي أثبتُ في بحثٍ منشورٍ بأن العربية مأخوذة (مجزومة) منها، والمرجح أن الحضرية هي المرحلة الأخيرة التي استفادت منها الكتابة العربية.
الصورة – Codex Arabicus, ca. 900 – Image via Wikimedia Commons