القائمة إغلاق

من أعلام بلادي – طالب مكي

بقلم احمد طاهر

يعتبر عند الكثيرين الأب المؤسس لفن الرسم التصويري لكتب الأطفال في العراق. 

ببالغ الحزن ودع العراقيين معلم الأجيال الفنان التشكيلي، الرسام والنحات طالب مكي يوم الجمعة 10 حزيران / يونيو بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 86 عاما.

ولد مكي في العام 1936 في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار.  أصيب بالصم والبكم منذ طفولته، بسبب مرض “الخناق”. كان والده يعمل مديرا للمدرسة ولديه مجلسا أدبيا يجتمع فيه أدباء ومفكرو وكتاب وشعراء مدينة الناصرية. الذي كان سبباً في عدم دخوله المدرسة. استطاع لموهبته في الرسم منذ نعومة أظفاره وبدعم امر ملكي صدر في وقتها من يلتحق بمعهد الفنون الجميلة قسم الرسم في العام 1952. كان أحد اساتذته الفنان التشكيلي العراقي الكبير فائق حسن (المؤسس لقسم الرسم في معهد الفنون الجميلة). لكن طالب مكي عبد اهتمام كبير وشغف في مدى النحت لينتقل إلى دراسته وهناك تعرف على الأسطورة جواد سليم الذي كان يدرس النحت في المعهد لتربطهم صداقة متينة – حتى أن طالب مكي شارك سليم في انشاء نصب التحرير في بغداد.  

وفي العام 1960 ومن خلال تعارفه مع جبرا إبراهيم جبرا، وهو عراب حركة الحداثة الفنية، بدء طالب مكي العمل رساما في مجلة “العاملون في النفط” الفنية ألادبية التي كانت تصدر عن شركة النفط البريطانية. انتقل بعدها للعمل معلما للرسم في معهد الصم والبكم في العام 1966.

في أثناء ذلك وفي العام 1965 أسس طالب مكي مع مجموعة من زملائه ما أسموه (جماعة المجددين} التي ضمت كلّا من نداء كاظم، وسالم الدباغ، وصالح الجميعي، وعامر العبيدي، وفايق حسين، وإبراهيم زاير، وسلمان عباس.  كانت هذه المجموعة تسعى إلى التجديد في طرح الأفكار.

بدء طالب مكي بالتركيز على الرسم للاطفال في العام 1969 عبر مجلتي (مجلتي) و(المزمار) ويعتبر أحد المؤسسين لهما، ورئيسا للرسامين. رسم مئات الأعمال التي توزعت بين سيناريوهات، وأغلفة القصص والكتب الثقافية التي أصدرتها دار ثقافة الأطفال. اضافة إلى اعماله المميزة لمجلة (ألف باء) و مجلة أخرى.  منح طالب مكي جائزة الرسم للأطفال عن رسمه لكتابي أبوبكر الرازي، وأشور بانيبال التي اقامتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سنة 1986. كذلك أقام عدة معارض شخصية مثل المعرض الشخصي الذي يحمل عنوان “أشخاص” في العام 1993 وأخر في العام 2006، ومعرضا من ضمن مهرجان مدارات بابل الثقافي في عام 2008 واخرها معرضه الشخصي بعنوان “نخيل” في آذار/مارس عام 2015

 في العام 2008 ايضاً أقامت دار ثقافة الأطفال حفلا تكريميا له عن دوره في ثقافة الأطفال بإطلاق مسابقة سنوية باسم “مسابقة طالب مكي لرسوم الأطفال”. حصل على عدة تكريمات لانجازاته، مثل ذلك عن دوره في الثقافة العراقية في مهرجان مدارات بابل الثقافي في العام 2008، وفي العام 2013 حظي بتكريم عن مسيرته الفنية في مهرجان ملتقى بغداد للفن التشكيلي. وأخر التكريمات كانت في 2018 ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في بغداد عن دوره في ثقافة الطفل.

قال عنه العظماء في الفن الكثير، منهم جواد سليم الذي كان استاذه وصديقه الذي قال ” هو الفنان الذي يمكن أن يفعل شيئا من بعدي”. محمد غني حكمت هو الاخر قال متسائلاً “لماذا لا تعطى للفنان طالب مكي الفرصة لتنفيذ أعمال كبيرة ويساهم في حركة النحت العراقي؟”. 

يقال أنه لا يوجد في العراق رسام ألا وكان طالب مكي معلمه بشكل مباشر أو غير مباشر.

رحم الله الفنان طالب مكي وأسكنه فسيح جناته. أنا لله وأنا اليه راجعون.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: